حذرت منظمة الصحة العالمية، أمس، من أن احتمال تفشّي فيروس «أنفلونزا أيه، أتش 1، ان 1» لا يزال مرجحاً، فيما أعلنت المكسيك أنها استطاعت احتواء المرض. وأوضحت مديرة منظمة الصحة العالمية مارغريت تشان أن «فيروسات الأنفلونزا لا يمكن التنبّؤ بها إلى حد كبير، كما أنها خادعة جداً»، ولذلك «يجب ألا تملأنا الثقة أكثر من اللازم. يجب ألا نعطي الفيروس الفرصة ليمتزج بفيروسات أخرى». وأضافت لصحيفة «فايننشال تايمز» أنه «إذا ما حصل ذلك، فسنكون إزاء أسوأ وباء يشهده العالم في القرن الحادي والعشرين».وعن احتمال رفع حالة التأهب إلى المستوى السادس، نقل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن تشان قولها «إذا ظلّ الموقف كما هو عليه حالياً، فإن منظمة الصحة لا تعتزم رفع درجة التأهب إلى المستوى السادس في الوقت الحالي».
أما في المكسيك، فعلى الرغم من إعلان وزير الصحة خوسيه أنخيل كوردوفا ارتفاع حصيلة ضحايا الفيروس إلى 26 وفاة و701 إصابة، يتوقع أن تعاود المؤسسات الاقتصادية فتح أبوابها غداً، بعدما أمرت السلطات بإقفالها خلال الأيام الماضية، في محاولة لمنع انتشار الفيروس، وذلك بعدما أعلن الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون أن انتشار الفيروس «دخل مرحلة الثبات»، وأن بلاده استطاعت احتواءه.
وفي الولايات المتحدة، أبدت وزيرة الصحة الأميركية كاتلين سيبيليوس تفاؤلاً حذراً مع التنبيه إلى موجة ثانية متوقعة لانتشار الأنفلونزا بطريقة أشد فتكاً في الخريف المقبل. ورأت أن آخر المعلومات تثير «تفاؤلاً حذراً» من دون أن يعني ذلك «خفض الجهود» المبذولة في مواجهة الفيروس.
من جهةٍ ثانية، انضمت البرتغال أمس إلى قائمة الدول التي وصل إليها الفيروس، بعدما أكدت وزيرة الصحة البرتغالية آنا خورخي اكتشاف أول إصابة عند شخص قضى عطلة في المكسيك.
وفي المجمل، ارتفع عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية إلى ما يزيد على 1000 إصابة في 20 بلداً، في مقابل 27 وفاة، بينها: المكسيك 701 إصابة و26 حالة وفاة، الولايات المتحدة 226 إصابة وحالة وفاة واحدة وكندا 100 إصابة.
كذلك فرضت دول عديدة مراقبة طبية على أشخاص يشتبه في إصابتهم بعوارض المرض، بينها أوستراليا وبلجيكا والبرازيل وتشيلي وكولومبيا وإسبانيا وإيرلندا واليابان والبيرو والسويد وفنزويلا ونيوزيلاند وتايلاند. وفي سويسرا، التي سجلت إصابة واحدة في المرض، أعلنت وزارة الدفاع وضع نحو 250 جندياً من الجيش السويسري في الحجر الصحي، بعد الاشتباه في إصابة اثنين من المجنّدين بالأنفلونزا. وفي تركيا، نفت أمس متحدثة باسم مستشفى تركي حدوث حالة وفاة في المستشفى نتيجة الإصابة بالأنفلونزا.
من جهةٍ ثانية، اتهمت وزيرة الخارجية المكسيكية باتريشيا اسبينوسا الصين، أمس، بالتمييز ضد مواطني بلادها، بعدما أمرت بكين بوضع عشرات منهم في الحجر خوفاً من إصابتهم بالفيروس، وهو ما دفع المكسيك إلى الإعلان عن إرسال طائرة إلى الصين لتعود بالرعايا المحتجزين وبمن يريد من مواطنيها.
إلى ذلك، تستضيف السعودية اليوم اجتماعاً طارئاً للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب لمناقشة المرض وبحث سبل مواجهته، فيما تعهد وزراء الصحة في دول المغرب العربي، بعد اجتماعهم أمس في ليبيا، بالعمل الجماعي للتصدّي للفيروس.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أ ب)