Strong>«إيران نووية ستقوّي حماس وحزب الله وقد تُثير سباق تسلح نووي في العالم»تنافس زعماء الحزب الديموقراطي الأميركي، أمام المؤتمر السنوي لمنظمة «إيباك»، على إظهار الدعم غير المحدود لإسرائيل وضمان حمايتها، ودفع الدول العربية إلى «التطبيع» معها، غير أنهم سعوا في الوقت نفسه إلى إقناع إسرائيل بضرورة قبول حل الدولتين ووقف الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة

واشنطن ـ محمد سعيد
في خطابه أمام مؤتمر «إيباك»، قال نائب الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن، إنه «ينبغي لإسرائيل العمل من أجل حل الدولتين»، ثم استأذن قبل أن يطلب من إسرائيل الكف عن بناء المستوطنات قائلاً: «لن تحبوا قولي هذا، لكن لا تبنوا مزيداً من المستوطنات وفككوا الجيوب الاستيطانية الحالية، واسمحوا للفلسطينيين بحرية التحرك والوصول إلى فرص الانتعاش الاقتصادي»، وهو ما أيده فيه رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، جون كيري، الذي تحدث بعده قائلاً إنه «ينبغي لإسرائيل أن تتخذ مساراً واضحاً تجاه السلام بوقف الاستيطان»، الذي رأى أنه يجعل من الصعب على إسرائيل حماية مواطنيها.
انتقادات الثنائي بايدن وكيري «اللطيفة» لإسرائيل مثّلت غلافاً لإعلان التأييد التام للدولة العبرية، فقال كيري: «يمكنكم الاعتماد دائماً على الرئيس باراك أوباما، ونائبه جوزيف بايدن، في الأيام المقبلة»، مشدداً على أن الأخير كان دائماً مؤيداً لإسرائيل، وعلى «الدعم الأميركي الثابت على مر الزمان» للكيان الصهيوني. وقال: «كل شيء قد يتغير، والزمن قد يتغير، لكن أمراً واحداً نعلمه وهو دعم أميركا لحلم إسرائيل وأمنها لن يتغير أبداً، هذا هو الوعد الذي أعلنه كل رئيس أميركي من هاري ترومان إلى باراك أوباما».
وفي سياق جهود الدعم الشخصية، قال كيري إن «إسرائيل تريد أكثر من الإعجاب والتعاطف، إنها تحتاج إلى دعمنا، وأنا سأقوم بكل ما في وسعي كرئيس للجنة العلاقات الخارجية بضمان وصول الـ30 مليار دولار مساعداتٍ عسكرية التي تعهد تقديمها الكونغرس إلى إسرائيلودعا الثنائي الديموقراطي إلى وقف إطلاق الصواريخ من غزة على مواقع إسرائيلية. وقال كيري: «لا ينبغي للصواريخ أن تتوقف في غضون شهر أو سنة، بل الآن، وهذا هو الطريق إلى السلام». وأشار إلى أن أسلحة المنظمات الفلسطينية في القطاع تأتي من أماكن عديدة، وخصوصاً إيران التي رأى أنّ برنامجها النووي مصدر قلق للعالم. وقال إن «قادة إسرائيل يرون تسلح إيران النووي هو أكبر تهديد وهذا حقيقي، فعندما تقول حكومة لشعبها أن يتخيلوا العالم من دون إسرائيل، فإن هذا أمر خطير».
كذلك رأى كيري أن «إيران نووية ستقوّي حماس وحزب الله، وقد تُثير سباق تسلح نووي في العالم، وعندما نقول إن تسلح إيران النووي غير مقبول، فنحن نعني ذلك». وهو ما أكده أيضاً بايدن الذي قال: «سنتابع عملية دبلوماسية مباشرة تجاه إيران مع التزام الهدف الأعلى، وهو منع إيران من امتلاك أسلحة نووية».
غير أن كيري قال إنه ينبغي منح استراتيجية أوباما الجديدة بانتهاج سياسة الحوار مع إيران فرصة، لكنه طالب بدعم هذه الاستراتيجية «بنظام عقوبات قوي متعدد الأطراف».
وفي ما يتعلق بتسوية الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي، حث بايدن وكيري الدول العربية على تحسين علاقاتها مع إسرائيل فوراً قبل مطالبة الأخيرة بتقديم ما سمياه «التضحيات». وتحدثا عن أهمية أن يكون هناك إلى جانب خريطة الطريق التي وضعتها اللجنة الرباعية للمسار الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي، خريطة طريق إقليمية، وأن يطلب العرب من «حماس» وقف الصواريخ، وأن يُظهروا موقفهم المؤيد بالاعتراف بشرعية إسرائيل أمام شعوبهم، وأن يعاملوا إسرائيل كدولة طبيعية ويُنهوا المقاطعة ويسمحوا بتحليق الطيران الإسرائيلي في الأجواء العربية، ويعقدوا لقاءات مع الزعماء الإسرائيليين. وطالبا الدول العربية بوقف برامجها التلفزيونية التي «تسمّم الأجواء» ووقف الدعاية ضدّ إسرائيل، وأن تصل المصالحة لها إلى حد تضمين المناهج التربوية كتباً تبين إسرائيل على الخريطة. وقال كيري إنه ينبغي الحؤول دون تكرار ما حدث في غزة بسيطرة «حماس» في الضفة الغربية.
وقد اتفق كيري مع بايدن على دعوة السلطة الفلسطينية إلى «العمل على مكافحة الإرهاب والتحريض على إسرائيل». وقال: «علينا أن ندعم الفلسطينيين الذين يقدمون تضحيات في سبيل السلام». وأضاف: «لقد فازت حماس في الانتخابات السابقة، ولن نسمح لها بالفوز ثانية، وهذا يتحقق من خلال تحسين الوضع الأمني والاقتصادي في الضفة الغربية وغزة وهو ما يساعد أيضاً في حماية إسرائيل».