واشنطن ــ محمد سعيدأكد البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، تبادل مع نظيره الإسرائيلي شمعون بيريز، الآراء في «الفرص والتحديّات بما فيها متابعة سلام شامل في الشرق الأوسط وبرنامج إيران النووي». وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، روبرت غيبس، في بيان مكتوب عقب لقاء أوباما مع بيريز يوم الثلاثاء، «إن اللحظة الراهنة فرصة لتحقيق هدف السلام المشترك للجانبين والاستقرار لإسرائيل ولكل جيرانها».
بدوره، أكد بيريز، للصحافيين عقب انتهاء الاجتماع، دعمه لجهود أوباما المتعلقة بالحوار مع إيران عبر الطرق الدبلوماسية، داعياً إسرائيل إلى ضرورة دعم الجهود الأميركية في التعامل الدبلوماسي مع إيران.
وكان بيريز قد أكد خلال لقائه مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، قبيل لقائه مع أوباما، أن حكومة بنيامين نتنياهو ستحترم الاتفاقات السابقة التي وقعتها إسرائيل. ووصف المتحدث باسم الخارجية الأميركية، روبرت وود، اللقاء بين كلينتون وبيريز بالجيّد للغاية.
وقال إن كلينتون وبيريز بحثا ضرورة التحرك قدماً بأقصى سرعة ممكنة للتوصل إلى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، مضيفاً أن كلينتون أكدت من جديد دعم الولايات المتحدة لحل الدولتين، وأن المحادثات بينها وبين بيريز اتسمت بالدفء وأنها تتطلع إلى مزيد من المناقشات مع الحكومة الإسرائيلية بشأن كيفية التحرك للأمام.
وقال بيريز للصحافيين في طريق خروجه من اجتماعه مع كلينتون، إن إسرائيل لا تعارض المبادرات الدبلوماسية لإدارة أوباما تجاه إيران، موضحاً أن تل أبيب لا تصدر إنذارات للولايات المتحدة، لكنها تأمل نجاح مساعيها. وأوضح أن الموقف يتغير باستمرار في الشرق الأوسط، وأن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد «تمكن من إحداث انقسام في العالم الإسلامي».
وتابع بيريز قائلاً إن الفارق بين حركتي «حماس» و«فتح» ليس سياسياً، لكنه جوهري، مشيراً إلى أن «فتح حركة سياسية، بينما حماس حركة دينية، وأن الحركة السياسية تدرك أن عليها أن تقبل حلولاً وسطاً ولها خط زمني نهائي، وتعلم أنها لا يمكنها أن تطلق النار، وفي الوقت نفسه تعقد مفاوضات، إلا أن الحركة الدينية خطها الزمني أبدي ولا تؤمن بمنطق التفاوض مع وقف النار».
وقال بيريز إنه لم يجد أي تناقض بين موقف كلينتون وإسرائيل، مشيراً إلى أن الدولة العبرية تضع علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة على قمة اهتماماتها وأولوياتها، ومن ثم فهي لا تريد أن تقوّض سياسات واشنطن.
وكان بيريز قد ذكر، في مقابلة مع الإذاعة الوطنية الأميركية العامة، أن «إسرائيل أعادت الأرض والنفط والمياه بالكامل لمصر وكذا الأرض والمياه بالكامل للأردن وأن الخلاف بينها وبين الفلسطينيين حالياً هو على نسبة الأرض التي ستؤول إليهم وإلى إسرائيل».
ورفض بيريز التحدث عن ترسانة إسرائيل النووية، لكنه زعم أنه «حتى لو امتلكت إسرائيل السلاح النووي فإنها لا تهدّد به أحداً، وحكومتها تختلف عن نظام حكم الملالي في إيران الذي لا يقوم على التفاهم ويدعم الجماعات الإرهابية وينشر الكراهية ويحرّض على العنف». وقال إن «الدول العربية تشاطر إسرائيل القلق إزاء طموحات إيران النووية وطموحاتها في المنطقة».
من جهة ثانية (أ ف ب)، وصف بيريز تحقيق الأمم المتحدة الذي حمّل إسرائيل مسؤولية ستة حوادث أدت إلى وقوع شهداء وجرحى وخسائر مادية في مقارّ المنظمة الدولية خلال الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، بـ«المشين» و«المنحاز».
وقال بيريز، عقب اجتماعه مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في نيويورك: «هذا مشين، ولن نقبل به. لا نعتقد أن علينا تقديم اعتذار لأن لنا الحق في الدفاع عن حياة أطفالنا ونسائنا». وأضاف: «نحن لا نقبل كلمة واحدة» وردت في التقرير. إلا أنه برأ بان من ذلك، قائلاً إنه يكنّ له «احتراماً بالغاً».