في الحرب المتواصلة والصاعدة في باكستان، تتوالى التقارير التي تعبّر عن مخاطر استيلاء «القاعدة» على الحكم ومعه القنبلة النووية أو انهيار الأمة المتعددة القوميات
في آخر التقارير التي تصف ما آلت إليه الأمور في المنطقة القبلية الشمالية الغربية الملتهبة في باكستان، التي أدت إلى هروب مئات الآلاف من المدنيين، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس عن مسؤولي استخبارات أميركيين وباكستانيين قولهم إن تنظيم «القاعدة» يعزز وجوده في باكستان. وعززت هذه المصادر فرضيتها بالانفجار الهائل الذي وقع في 19 نيسان الماضي لشاحنة كانت متوقفة قرب معسكر للقاعدة في منطقة جنوب وزيرستان القبلية، بعدما قصفته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» بصاروخ.
وقال المسؤولون الأميركيون إن الشاحنة كانت تحوي متفجرات شديدة القوة تهدف إلى صنع قنبلة، ويمكن أن تسبب أضراراً مثل تلك التي أُلحقت بفندق ماريوت في إسلام آباد في أيلول الماضي، حيث قُتل أكثر من 50 شخصاً. وأضافوا أن التقدم الأخير لمقاتلي «طالبان» في سوات وبانور، الأقرب إلى العاصمة إسلام آباد، سهّل تجنيد «القاعدة» لشبان مقاتلين.
وقالت الصحيفة إن حملة التجنيد حالياً تستهدف جمع مقاتلين شبان من الشرق الأوسط ومن أفريقيا وآسيا الوسطى للتخطيط لهجمات كبيرة وتنفيذها.
وعبّر مسؤول أميركي في الاستخبارات عن قلقه من أن النجاحات التي حققتها حركة «طالبان» في التقدم وكسب أراضٍ قد تمهد لإقامة «أفغانستانات صغيرة» حول باكستان وتمنح الناشطين حرية أكبر في التخطيط لهجمات.
وفي المعارك المتواصلة في سوات، أكد الجيش الباكستاني مقتل 52 مسلحاً في هجوم واسع على «طالبان» في الساعات الأربع والعشرين الماضية. وقال في بيان إن العملية «التي تشنها قوات الأمن على الكفار (وهي التسمية التي يطلقها على المسلحين) ماضية قدماً»، مضيفاً أنه «في الساعات الأربع والعشرين الماضية قتل 52 كافراً وجرح خمسة آخرون في تبادل إطلاق النار».
في المقابل، أدى هجوم انتحاري استهدف عسكريين في منطقة سبينا تانا قرب مدينة دارا ادام خيل، على بعد 25 كيلومتراً جنوبي بيشاور، إلى مقتل عشرة أشخاص، بينهم جنديان وطفلة. وذكرت الأمم المتحدة في تقرير عن الوضع، أن المعارك أدت إلى نزوح مئات الآلاف من المدنيين. وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين في باكستان، أريان روميري، إن «حوالى 360 ألف شخص سجلوا أسماءهم في مخيمات أو احتسبوا في خارجها، ويمثلون جزءاً من موجة نزوح جديدة من أقاليم سوات وبانور ودير السفلى منذ 2 أيار».
(أ ف ب، يو بي آي)