خاص بالموقع | AM 12:14شهد شمال شرق سريلانكا معارك عنيفة خلال اليومين الماضيين بين المتمردين التاميل والجيش السريلانكي، ما أدى إلى مقتل المئات من المدنيين العالقين في ساحة القتال.

وقال الطبيب ت. فراثراجه، الذي يعمل في مستوصف في شريط ساحلي ضيق، حيث يحاصر الجيش السريلانكي «نمور التاميل»: «سقطت ثلاث قذائف على المستوصف اليوم، فقتل خمسون شخصاً»، من دون أن يوضح ما إذا كان مصدر القصف الجيش السريلانكي أو المتمردين. كذلك أكد الناطق باسم «نمور التاميل»، س. بوليثيفان، أن قصفاً مماثلاً أوقع 47 قتيلاً أول من أمس، مشيراً إلى أن عشرات «الجرحى يتلقون العلاج تحت الأشجار على حافة الطريق».

وفي سياقٍ متصل، أعلنت الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في كولومبو، سراسي وجياتني، أن أحد موظفيها السريلانكيين وأمه قتلا في القصف. ولم توضح من هو مسبب ذلك.

ويتبادل طرفا النزاع الاتهامات بالمسؤولية عن القتلى المدنيين. ففيما أعلنت حركة التمرد أمس أن الجيش يطلق قذائف مدفعية على منطقة المتمردين، نفى ناطق باسم الحكومة الأمر، وقال: «إننا لا نستخدم أسلحة ثقيلة»، مؤكداً أن القوات المسلحة تلقت نهاية نيسان الماضي أمراً «لتفادي التعرض إلى المدنيين». ورأى أن الاتهامات تندرج «في إطار دعاية نمور التاميل»، وقال: «في الواقع يطلق النمور النار عليهم لتحميلنا المسؤولية».

من جهةٍ ثانية، قال مصدران في الجيش، طلبا عدم الكشف عن هويتيهما، إن مواجهات عنيفة تتصاعد حول منطقة الحرب التي تمتد 2.5 كيلومتر مربع، حيث يُحاصر نمور التاميل، فيما تصاعدت المواجهات العنيفة من جانب الجيش، في ما بدا أنه محاولة لسحق المتمردين وإنهاء الصراع المستمر منذ 25 عاماً.

وأثارت الأنباء التي تتحدث عن ارتفاع عدد القتلى المدنيين غضب الغرب، ما دفع وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون ونظيرها البريطاني ديفيد ميليباند، إلى الدعوة لوقف القتال فوراً والسماح للمدنيين العالقين بمغادرة منطقة النزاع.

وفي بيان مشترك صدر بعد لقائهما في واشنطن، أول من أمس، عبّر ميليباند وكلينتون عن «قلقهما العميق حيال الأزمة الإنسانية في شمال سريلانكا»، كذلك عبّرا عن «قلقهما العميق من الأرقام الكبيرة المتعلقة بالخسائر في صفوف المدنيين في الأيام الماضية في القطاع المسمى منطقة آمنة».

ودعا وزيرا الخارجية «كل الأطراف» إلى «وقف الأعمال العدائية فوراً والسماح بإجلاء عشرات الآلاف من المدنيين العالقين في المنطقة الآمنة بسلام»، محملين طرفي النزاع مسؤولية الأزمة الإنسانية، وطالبا الأطراف المتنازعة بالبحث عن «حل سياسي لتحقيق مصالحة بين كل السريلانكيين وإعطاء دور أكبر للتاميل والأقليات الأخرى في الحياة السياسية في البلاد».

(رويترز، أ ف ب)