بدأ التحالف الهندي الحاكم بقيادة حزب المؤتمر، أمس، اختيار مجموعة محدودة من الحلفاء لتأليف الحكومة بعد تحقيقه فوزاً ساحقاً في الانتخابات العامة، التي أجريت على خمس مراحل، معزّزاً الآمال بتأليف حكومة مستقرّة في ظل مصاعب اقتصادية وتوتّرات مع باكستان.ووفقاً للنتائج الأوّلية التي أعلنتها اللجنة الانتخابية، حقق ائتلاف رئيس الوزراء الهندي المنتهية ولايته، مانموهان سينغ، الفوز من دون أن يتمكّن من تحقيق الغالبية المطلقة في البرلمان المؤلف من 543 مقعداً، حيث لم يفصله عنها سوى 12 مقعداً.
وفاز التحالف الموحد والتقدمي، بقيادة حزب «المؤتمر» بـ250 مقعداً، مقابل 160 مقعداً للتحالف الوطني والديموقراطي بقيادة حزب الشعب الهندي. وحصد حزب المؤتمر وحده 190 مقعداً، وهي أفضل نتيجة يحقّقها منذ 1991. في المقابل ستحصل الجبهة الثالثة التي تضم الشيوعيين ومجموعات أصغر على ما يقارب 58 مقعداً.
وحيّت رئيسة حزب المؤتمر، صونيا غاندي، «حسن اختيار» الشعب الهندي. وقالت في لقاء صحافي في نيودلهي برفقة سينغ «أود أن أشكر الشعب لإظهاره مرة أخرى إيمانه بحزب المؤتمر». وأضافت إن «الشعب الهندي يعلم مصلحته ويقوم دائماً بخيار حسن».
بدوره، خاطب سينغ حلفاءه الشيوعيين السابقين، الذين تخلّوا عنه في تموز الماضي إثر استيائهم من اتفاق أميركي ـــــ هندي في المجال النووي المدني، قائلاً «أتوقع أن تدفن كل الأحزاب السياسية العلمانية خلافاتها الماضية وتتجمّع لتزويد هذه البلاد بحكومة قوية مستقرة، في روح من التضامن»، معتبراً أن «شعب الهند قال كلمته بوضوح شديد».
وفي ضوء فوزه الكبير، سيؤلّف حزب المؤتمر حكومة اتئلافية جديدة برئاسة سينغ، بحلول الثاني من حزيران بعد حسم تحالفاته مع أحد الأحزاب الصغيرة، أو مجموعة من المستقلين لتحقيق الغالبية برلمانية.
ومن بين التحديات الكبرى التي تواجه الحكومة الالتزام بالمهلة التي وضعتها بتقديم ميزانية سنة 2009ـــــ2010 المالية في نهاية حزيران، في وقت يواجه فيه الاقتصاد تباطؤاً شديداً فُقدت فيه ملايين الوظائف. ومن التحديات أيضاً إيجاد موارد لتمويل برامج التنمية، من دون زيادة العجز في الميزانية، وخصوصاً أن حزب المؤتمر بنى حملته الانتخابية على وعود تنطوي على إنفاقات ضخمة، وتشمل برنامجاً للوظائف العامة في الريف، وبرنامجاً مكلفاً لإسقاط ديون المزارعين من غير المرجّح أن يتخلى الحزب عن تنفيذها.
وفي السياسة الخارجية، ستتصدّر باكستان جدول أعمال الحكومة الهندية الجديدة، في ظل التوقعات بقيام واشنطن بتجديد دعواتها إلى نيودلهي لتخفيف التوتر مع جارتها باكستان.
إلى ذلك، هنّأ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أمس، الهند على إجرائها الانتخابات بنجاح. وحيّا «الولاء الذي أظهرته أكبر الديموقراطيات لقيم الحرية، السيادة، واحترام التنوع داخل العلمانية». كذلك هنّأ الرئيس الأميركي باراك أوباما، الهند. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس، في بيان له، إن «الرئيس يهنّئ الهند بهذه الانتخابات التاريخية». وأضاف «عبر إنجاز أكبر عملية اقتراع شعبية في العالم بنجاح، عزّزت الانتخابات الديموقراطيةَ الهندية النشطة، وأثبتت قيم الحرية والتعددية التي تجعل من الهند مثالاً لنا جميعاً».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)