خاص بالموقع | 11:08 PMواشنطن ــ محمد سعيد
توقّع النائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي، مسؤول ملف الصراع العربي ــ الإسرائيلي في عهد الرئيس السابق جورج بوش، إليوت أبرامز، أمس، حدوث خلاف بين الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال لقائهما في واشنطن اليوم، بشأن الربط بين الملف النووي الإيراني وتسوية الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي.
وبحسب أبرامز، فإنّ توقّعه يستند إلى تناقض رؤى أوباما ونتنياهو حيال الربط بين هذين الملفّين، مشيراً إلى أن الاجتماع «سيكون أكثر أهمية لنتنياهو منه لأوباما».
وانتقد أبرامز، المحسوب على تيار المحافظين الجدد في الولايات المتحدة، في ندوة نظّمها مجلس العلاقات الخارجية الأميركية، التصريحات التي أدلى بها مستشار الأمن القومي جيمس جونز، الأسبوع الماضي، حين قال إنه إذا كانت إيران النووية تمثّل خطراً وجودياً على إسرائيل، فيتعيّن عندها إحراز تقدّم في عملية التسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيّين.
ورأى أبرامز أن لقاءات أوباما مع كل من نتنياهو والرئيس المصري، حسني مبارك وبعدها رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، تستهدف التوصل إلى «شيء محسوس يمكن أن يعلنه في خطابه الذي سيُلقيه في القاهرة في 4 حزيران المقبل».
وبرّر المسؤول الأميركي السابق، وجهة نظر نتنياهو التي تقوم على أن الدولة العبرية لا يمكن أن تقدم تنازلات إلى الفلسطينيين في ظل تحليق «الخطر الإيراني» فوق رأسها. ووفق أبرامز، فإن تل أبيب تخشى الانسحاب من الجولان والضفة الغربية في ظل «ضخّ طهران الأموال والسلاح إلى حركتي حماس وحزب الله»، لأن الانسحاب «سيخضع هذه المناطق لنفوذ إيران».
ودعا إلى ضرورة أخذ التصريحات الإسرائيلية عن احتمال ضرب إيران «على محمل الجد» لسببين: أوّلهما، خشية دولة الاحتلال من استعمال إيران السلاح النووي. والثاني، هو أن امتلاك الجمهورية الإسلامية لهذا السلاح ومواصلة تهديداتها لإسرائيل، «سيدمّر نفسية المجتمع الإسرائيلي ومعنوياته، ويهدّد اقتصاده واستقرار المهاجرين في ظل الشعور المستمر بالخطر».
كما أشار أبرامز إلى أنّ «تلميحات الإدارة الأميركية باستعدادها للقبول بحكومة وحدة وطنية فلسطينية تشارك فيها حماس، يُصيب إسرائيل بالتوتر». كما أن إصرار إدارة أوباما على قبول نتنياهو وحكومته بـ«خريطة الطريق» وحل الدولتين، سيدفع بـ «بيبي» إلى الخضوع، «رغم أنه يعتقد أن خريطة الطريق أسلوب قديم وعفى عليه الزمن». وختم أبرامز توقعاته لسيناريو لقاء أوباما ـــــ نتنياهو بالقول «سيقبل نتنياهو حل الدولتين كهدف من دون أن يقول إنه يوافق عليه».
واستبعد أبرامز التوصل إلى تسوية على المسار السوري ـــــ الإسرائيلي، لأن «الأسس غير متوافرة حالياً، فإسرائيل لن تعيد الجولان إلى سوريا ما دامت الأخيرة تصرّ على العلاقة الوثيقة مع حزب الله وإيران، والتي لا يبدو أنها مستعدة للتخلي عنها». وفيما اعترف أبرامز بوجود مصلحة أميركية ـــــ سورية ـــــ إسرائيلية في مواصلة المفاوضات التي رعتها تركيا، عاد ورأى أن هذه المبادرة «لن تؤدّي إلى نتيجة».