هُزم المتمرّدون التاميل أمام جحافل القوات السريلانكية، وسقط «النمر الأول»، قائدهم الشرس، فيلوبيلالي براباكاران في المعركة الأخيرة، لتسقط معه الحركة الأكثر تنظيماً في العالم، التي نصّبته يوماً «إله الشمس».وأعلن مسؤولان عسكريان، أمس، أن زعيم «نمور التاميل» قُتل على أيدي الجيش فيما كان يحاول الفرار في شمال شرق الجزيرة، برفقة اثنين من مساعديه، هما قائد القوة البحرية السابقة، «نمور البحار»، سوساي، وقائد أجهزة الاستخبارات، بوتو أمان. وخلال عمليات التطهير التي قام بها الجيش عُثر على جثة نجل زعيم التاميل، تشارلز أنتوني (24 عاماً).
كما أعلنت وزارة الدفاع مقتل ثلاثة من قادة المتمردين التاميل، هم زعيم الجناح السياسي، بي ناديسان، ورئيس سكرتارية السلام في الحركة، أس بوليديفان، وزعيم المجموعة الشرقية أس راميش.
وبراباكاران (54 عاماً) هو القائد الأعلى للنمور التاميل، ظل على مدى نحو أربعين عاماً يحظى بتأييد من مناصريه كان أقرب إلى العبادة. أما معارضوه، فوجدوا فيه مقاتلاً شديد العنف مصاباً بجنون العظمة.
والجميع يتفق على مهاراته القتالية المخيفة التي جمعت بين الإنجازات التكتيكية للقائد الأفغاني، أحمد شاه مسعود، وضراوة زعيم «القاعدة»، أسامة بن لادن، وتصميم الثائر الأرجنتيني، أرنيستو غيفارا.
حركته التمردية الانفصالية هي الأفضل تنظيماً في العالم، تقاتل منذ 1972 من أجل إقامة دولة مستقلة للتاميل في شمال الجزيرة وشرقها. يقارب عدد مقاتليه عشرين ألفاً، منظمون تنظيماً هرمياً على غرار الجيوش النظامية، يسيطرون منذ عام 2006 على ثلث البلاد.
وأقام براباكاران قوات برية وبحرية وسلاحاً جوياً، وأنشأ شبكات لجمع الأموال. عُرف قائداً دموياً وقد فرض على عناصره نظاماً حديدياً، فحظر عليهم الكحول والتدخين. وكان كبار قادة النمور مثل زعيمهم يحملون دوماً قرصاً من سم السيانور، مفضّلين الموت على الاستسلام.
كان في الثامنة عشرة من العمر حين أنشأ عام 1972 حركة النمور التاميل الجدد من أجل التصدي للتمييز الذي تمارسه الغالبية السنهالية (74 في المئة) ضد الأقلية التاميل (12.5 في المئة). وفي 1975 ظهر إلى العلن ليتبنّى أول اغتيال سياسي لرئيس بلدية جافنا. وفي 1976 حوّل حركته إلى «جبهة نمور تحرير إيلام» وشعارها نمر، للتباين مع الأسد رمز الجمهورية السريلانكية.
( أ ف ب)