بول الأشقرانجلى في كولومبيا، أمس، جزء من المعضلة التي تحيّر المشهد السياسي وتربك استراتيجيات أحزاب المعارضة بشأن خطط الرئيس ألفارو أوريبي في التجديد لولاية ثالثة، عام 2010.
وبدأت تتضح الصورة، أول من أمس، بعد استقالة وزير الدفاع خوان مانويل سانتوس، المرشح الأقوى في المعسكر «الأوريبي»، لحفظ مهل الترشح، إلا أنه في رسالة التنحّي لم يستطع سوى القول إنه «غير مرشح إذا قرر الرئيس أوريبي الترشّح مجدداً». وسانتوس هو الوزير الثاني الذي يلجأ إلى هذه الخطوة. فقبل أشهر، تنحّى وزير الزراعة أندريس فيليبي أرياس، وبدأ حملته الانتخابية مع فارق طفيف عن سانتوس، إذ قال إنه «لن ينسحب إلا إذا ترشّح أوريبي». في الحالتين، الترشيحان مرهونان بكلمة السر التي لا يملكها إلا الرئيس أوريبي.
وكان من المتوقع، أمس، أن يوافق مجلس الشيوخ على تنظيم استفتاء شعبي لتعديل دستوري يجيز للرئيس أوريبي الترشّح للمرة الثالثة. وعندها سيبدأ سباق حواجز للدعوة إلى استفتاء لتعديل الدستور قبل نهاية السنة. الحاجز الأول هو الفصل في صيغة التعديل، إذ إن النص الحرفي أعطاه حق الترشح عام 2014، «لمن أتمّ ولايتين متتاليتين»، فيما رغبة الموقّعين إعطاؤه هذا الحق فوراً، أي في عام 2010، ما سيتطلّب التوفيق بين موافقة مجلس النواب على استفتاء يخص عام 2014 ومجلس الشيوخ لعام 2010. بعد ذلك، سيبدأ التدقيق في حسابات العريضة المالية التي تتضمن الكثير من المخالفات، ومن ثم سيحين وقت موافقة المجلس الدستوري على أن التعديل لا يمس أسس الدستور، الذي يحرّم أي تجديد أو إعادة ترشيح. وأخيراً، سيعرض التعديل الدستوري للاستفتاء الذي يتطلب مشاركة نصف الناخبين لتكون نتيجته نافذة. كل هذه التفاصيل التقنية ليست ثانوية، إذ إنها هي التي ستحسم نتيجة الانتخابات الرئاسية المقبلة. إذا حصل أوريبي على حق التجديد لولاية ثالثة، فسيفوز بالرئاسة، وإلا فمصير السباق مفتوح. حتى الآن، اكتفى أوريبي بتجميع الأوراق: شجّع في الكواليس العريضة الشعبية التي تطالب بالتجديد. وضع أهم معاونيه على رأس الأحزاب الموالية للجم طموحات من كان يرى أن ولايتين كافيتان. أفشل إصلاحاً سياسياً كان يقترح ترك مقاعد النواب والشيوخ المحكومين قضائياً خالية للإمساك بأكثريات موالية مريحة. وهناك أكثر من 70 شيخاً ونائباً ملاحقين أو معتقلين، من أصل 102 يؤلّفون مجلس الشيوخ و166 يؤلّفون مجلس النواب، لتورّطهم في علاقات سياسيّة مع ميليشيات الـ«باراميليتاريس» اليمينية، وأكثريتهم من أنصاره. وفي موازاة ذلك، تحايل على السؤال الأساسي بالجواب أن ما يعنيه هو «استمرار سياساته لا شخصه في الرئاسة المقبلة». الآن، لم يبق أمامه إلا 6 أشهر لتظهير الصورة.