خاص بالموقع | PM 11:51بينما كانت كولومبو تحتفل بنصرها على «نمور التاميل»، أعلنت السلطات السريلانكية، أمس، أنّ الجيش قتل ثمانية «متمردين تاميل فارين»، مطلقاً عملية واسعة لجمع جثث المقاتلين والتعرف إليها. وفيما أُعلن رسمياً انتهاء النزاع الانفصالي الذي دام 37 عاماً، قال متحدث باسم وزارة الدفاع، لاكشمان هولوغالي، إنّ العسكريين «ينفذون عمليات تطهير»، موضحاً أنّ القوات السريلانكية عثرت على نحو 40 جثة إضافية تعود لمقاتلين، من بينها جثث نساء.

وبذلك، يرتفع عدد الجثث التي عُثر عليها منذ يوم الاثنين الماضي، إلى أكثر من 400 جثة، من بينها رفات القائد الأعلى لـ«نمور تحرير إيلام التاميل»، فيلوبيلاي براباكاران، ونجله تشارلز أنتوني، ونحو عشرين من كبار قادة الحركة.

وتعليقاً على خطاب الرئيس السريلانكي ماهيندا راجاباكسي، الذي طمأن، أول من أمس، بأنّ جميع المواطنين سوف ينالون معاملة متساوية، لم يبدِ «التاميل» حماسة شديدة حيال هذا الكلام. وأشار النائب عن «تحالف التاميل الوطني» المعارض، سي شاندرانهرو، إلى أن «شعب التاميل يدرك أنّ الحرب انتهت، ونأمل أن يكون لنا حرية في الحركة».

في هذا الوقت، لا يزال الوضع الإنساني في معارك القتال، مأساوياً، في ظل استمرار منع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من دخولها. وقد أعربت الأمم المتحدة عن أسفها لأنها «ليس لديها معلومات عن أعداد المرضى أو المصابين الذين لا يزالون في منطقة الصراع». وجددت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إليزابيث بيرس، تأكيد «الحاجة إلى سبيل للوصول إلى المدنيين».

بدوره، أوضح رئيس مكتب لجنة الصليب الأحمر الدولي في سريلانكا، بول كاستيلا، أنّ اللجنة طالبت بالوصول إلى منطقة الحرب لغوث الباقين من السكان، لكنّ الحكومة السريلانكية رفضت أي مساعدة. وتابع كاستيلا قائلاً إنّ 19 من العاملين في الصليب الأحمر باتوا في عداد المفقودين.

وبدأت إشارات احتمال مقاضاة حكام سريلانكا بارتكاب جرائم حرب، تلوح في الأفق، وسط دعم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للنداءات التي تطالب بتحقيق كامل إزاء المجازر التي ارتُكبَت. وقال بان، الذي سيزور سريلانكا يوم الجمعة المقبل، إنّ «الادعاءات بشأن جرائم الحرب، يجب أن يحقق في صحتها».

(أ ف ب، أ ب، رويترز)