خاص بالموقع | AM 12:04بول الأشقر
للمرّة الأولى منذ انتصار الثورة الكوبية، خرج المثليّون بحرية إلى شوارع عاصمتهم هافانا يوم السبت الماضي، في تظاهرة راقصة لمناسبة اليوم العالمي لمحاربة التمييز الجنسي. وفي جو احتفالي، حيّا عدد كبير من المشاركين التقدّم الحاصل في الجزيرة من ناحية التعاطي الحكومي معهم، بينما فضّل البعض الآخر التركيز على الدرب الطويل الباقي لصيانة حقوق المثليين جنسياً.

وتوقّف المارة بالمئات لرؤية المشهد، ومنهم خافيير الذي قال: «توقفت لأنظر إليهم، لأنني لم أرَ بحياتي مشهداً مماثلاً»، مضيفاً: «الكوبيون عموماً لا يقبلون ذلك بسهولة بسبب العادات الماشستية (الذكورية) المتجذرة في مجتمعنا».

أمّا دانييلا، إحدى «المتنكرات» المثليات، فوافقته رأيه لأنه «لا تزال الأحكام المسبقة هي القاعدة، وفي الشارع لا يزال الكثير يحاولون مهاجمتي أو إهانتي».

وعبّرت أدريانا كاستيلو وأريانا سيرغيرا عن رأيهما بهذه التظاهرة بالقول: «علينا أن نؤيد نضال المثليين، وكون خيارهم الجنسي مميزاً عن خيارنا، هذا لا يعني أن ليس لديهم أيضاً الحق في العمل أو في السعادة».

وقد شارك في التظاهرة أعضاء في الشبيبة الشيوعية، برفقة مارييلا كاسترو ـــــ ابنة الرئيس راوول كاسترو ـــــ التي نظمت الحدث، والتي تشغل منصب مديرة المركز الوطني للتربية الجنسية، والتي علقت على المهرجان بالإشارة إلى أنه «للتغلب على الأحكام المسبقة، علينا أن نثقّف الناس ونعلّمهم أن يقبل بعضهم بعضاً».

وبررت تنظيمها الحدث الأول من نوعه، بالتشديد على ضرورة دعوة الكوبيين «إلى المشاركة لكي تتعمق الثورة وتشمل كل حاجات الكائن الإنساني».

وكانت مارييلا قد أرسلت قبل عام، مشروع قانون للمجلس الوطني، لتكريس بعض «حقوق الأقليات الجنسية»، ومنها حق العيش معاً أو حق التوريث. لكن الموضوع لم يُطرح على المناقشة بعد.

ولم يكن الوضع دائماً على هذا الإيقاع الانفتاحي في ما يخصّ المثليين الجنسيين في الجزيرة الشيوعية؛ فبين عامي 1965 و1968، كان المثليون يُعتقَلون ويُنقلون إلى ثكنات عسكرية، حيث كانوا يُلحقون بمعسكرات عمل مخصصة «لمحاربة الاتجاهات المعادية للثورة».

وعلى مدخل الثكنات تلك، كان يُرفع شعار «العمل سيحوّلهم رجالاً». وفقط في عام 1979، أسقطت «تهمة» المثلية من سجل «الجرائم» بحق من يبلغ أكثر من 16 عاماً، لكن بقيت «المظاهر المثلية في الأماكن العامة» ممنوعة. وفي عام 1992، طالبت الزوجة الراحلة للرئيس راوول كاسترو، فيلما إسبين، علناً، باحترام حقوق المثليين.

وعلى صعيد متصل، صدّقت الحكومة في الأوروغواي، قراراً يجيز للمثليين والمثليات الانتساب إلى القوات المسلّحة، نتيجةً لتطبيق قانون أصلي يمنع التمييز بين المواطنين، لأسباب جنسية أو دينية أو عرقية. وقد وقّع الرئيس تاباري فاسكيز القرار قائلاً: «أخذنا القرار بملء وعينا، ونحن مسرورون جداً لأننا جعلنا الأشياء تتقدّم». ويلغي القرار تعميماً كان الرئيس سانغينتي قد وقّعه عام 1988، ويمنع من «له انحرافات جنسية واضحة» من الانتساب إلى القوات المسلّحة.

وتعليقاً على القرار الجديد، أعلنت وزارة الدفاع أنها لم تُستَشر حيال الموضوع. إلا أن مسؤولين في النادي العسكري، الذي يضم ضباطاً في الخدمة ومتقاعدين، أشاروا إلى أن «القرار أنتج انزعاجاً عميقاً»، لأنه «يهدف إلى تلطيخ شرف القوات المسلحة».