بعد سراييفو، انتقل نائب الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن، إلى بلغراد حيث عرض عليها «علاقات جديدة وقوية» ومساعدة في جهودها الحثيثة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، رغم الخلافات العميقة التي تتعلق باستقلال كوسوفو، بل وبدا بايدن متفهماً على غير عادة بلاده في تعاطيها مع هذا الملف، إذ قال إنه «لا يتوقع من بلغراد أن تقبل استقلال كوسوفو»، المحطة التالية في جولته.وقال نائب الرئيس الأميركي، بعد لقائه الرئيس الصربي بوريس تاديك، إن الولايات المتحدة تريد أن ترى دول البلقان تأخذ موقعها في أوروبا «كدول ديموقراطية ناجحة وقوية». وأضاف: «أتيت إلى صربيا باسم إدارة أوباما ـــــ بايدن حاملاً رسالة واضحة: الولايات المتحدة تريد وترغب في تعزيز علاقاتها مع صربيا». وشدد على الدور «المركزي لصربيا في مستقبل جنوب شرق أوروبا» والمنطقة، قائلاً: «لا يمكن أن تنجح المنطقة من دون دور بناء ورائد لصربيا».
وأقر بايدن بالاختلاف الحاصل بين بلغراد وواشنطن حول كوسوفو، لكنه قال إن «الولايات المتحدة لا تتوقع من صربيا أن تعترف باستقلال كوسوفو»، مضيفاً: «وهذا ليس شرطاً مسبقاً على تعزيز علاقتنا بها، أو دعمنا لها من أجل الانضمام للاتحاد الأوروبي».
وأشار بايدن إلى أنه «بالمقابل، يتوقع أن تتعاون صربيا مع الاتحاد وغيره من الفاعلين الدوليين في كوسوفو، وأن تنظر نحو حلول واقعية يمكن أن تحسن الأوضاع المعيشية لشعب كوسوفو، الصرب والألبان، وأن تجنبهم الوقوع ضحايا الاختلافات السياسية».
من جهته، رأى تاديك أن زيارة بايدن «يمكن أن تضع أسس سياسة أميركية جديدة تجاه صربيا والبلقان». وأكد أن بلاده لن تعترف أبداً باستقلال كوسوفو، وأنها ستحاول استعادتها بالطرق السلمية والدبلوماسية.
وتأتي زيارة بايدن إلى صربيا في إطار جولة إلى دول البلقان تستغرق ثلاثة أيام وتهدف إلى إنعاش المصالح الأميركية في المنطقة التي شهدت حروباً أهلية دموية في التسعينيات. وزيارته هي الأولى لمسؤول أميركي بهذا المستوى منذ جيمي كارتر عام 1980.
وقد شددت الإجراءات الأمنية لدى استقبال الزائر الأميركي، ومُنعت كل التظاهرات المناوئة لواشنطن التي كانت القوى الوطنية قد خططت لها. ورغم الحظر الحكومي، قامت مجموعة قليلة من مناصري الحزب الراديكالي بالتظاهر مع نوابهم حاملين لافتات منددة بالزائر الأميركي وتقول: «اذهب إلى منزلك أيها الحثالة النازي». كذلك عارضت الأحزاب الوطنية زيارة بايدن على اعتبار أنها «إهانة لصريبا».
(أ ب)