استبعد رئيس الوزراء البريطاني، غوردن براون، أمس، إجراء انتخابات تشريعية مبكرة بعد اعتباره أن الانتخابات لن تجد حلولاً لـ«فضيحة النفقات» التي تعصف بمجلس العموم البريطاني.ودعا براون في المقابل، خلال جلسة الاستماع البرلمانية الأسبوعية لرئيس الوزراء، إلى فرض رقابة مستقلة على نفقات النواب لإحداث قطيعة مع تقاليد النظام الحالي للمجلس. ورأى أن فضيحة النفقات لن تثنيه عن مواجهة أسوأ كساد تتعرض له بريطانيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وقال: «واجبنا ليس فقط تغيير نظام مجلس العموم، بل قيادة البلد لمواجهة تحديات الركود».
كذلك تقدم براون بمجموعة من المقترحات لتعديل البنود المتعلقة بصرف البدل عن مصاريف المسكن الثاني للنواب ونفقاته. وقال إن «النواب الذين يثبت تورطهم لن يسمح لهم بالترشح للانتخابات». كذلك شدد على أن أعضاء مجلس العموم لا يجب أن يتصرفوا «مثل أعضاء النوادي، حيث يضعون القواعد وينفذونها في ما بينهم».
وجاء رفض براون للانتخابات، بعدما دعاه زعيم حزب المحافظين المعارض، ديفيد كاميرون، خلال جسلة الاستجواب إلى إجراء انتخابات مبكرة، ووصفه بأنه «متعجرف». وطالب «بمنح العامة حق إبداء رأيهم» بالإضافة إلى «إعطاء البلد فرصة لبداية جديدة».
وتزامنت دعوة كاميرون مع إجماع الصحافة البريطانية، أمس، على أن استقالة رئيس مجلس العموم البريطاني، مايكل مارتن، كانت ضرورية على خلفية فضيحة نفقات النواب، لكن وحده إصلاح واسع النطاق وإجراء انتخابات تشريعية يمكنهما استعادة ثقة الرأي العام بالحياة السياسية في البلاد.
وفي السياق، رأت صحيفة «ذي صن» أن «وحدها انتخابات عامة يمكن أن تحل هذا الأمر». أما صحيفة «ذي دايلي تلغراف»، فرأت أن رحيل مارتن يمثّل مرحلة أولى في «ثورة بريطانية»، مطالبةً أيضاً بإجراء انتخابات مبكرة.
بدورها، دعت «ذي إندبندنت» حزب «العمال»، برئاسة براون، والمحافظين المعارضين إلى استبعاد أي نائب استغلّ السلطة، ورأت أن انتخابات مبكرة من شأنها أن تأتي بوجوه جديدة.
كذلك رأت «ذي دايلي إكسبرس» أن استقالة مارتن تمثّل «تطوراً كبيراً... لكن الأمر لا يعدو كونه مرحلة أولى لا بد منها، فرضها الغضب الشعبي على الطبقة السياسية». فيما رأت صحيفة «ذي إندبندنت»، أن «العمل الصعب لاستعادة سمعة مجلس العموم بالكاد بدأ».
إلى ذلك، أكدت «تايمز» أن اختيار خليفة مارتن سيكون أساسياً، لأن هذا المنصب «واكبته فجأة مهمة أخرى تقضي بإجراء إصلاحات مهمة»، مشددةً على أن البرلمان «يحتاج إلى رئيس يحظى بالاحترام في البلاد».
(أ ف ب)