ليست مصادفة أن تأتي التجربة الصاروخيّة الإيرانيّة غداة إعلان طهران عن «معلومات» بشأن تحرّكات أميركية بهدف تنفيذ عمليات ضدها، وفي وقت تستعد فيه إسرائيل لمناورات عسكرية، تسبق الانتخابات الرئاسية الإيرانية بأسبوعين
طهران ــ محمد شمص
أعلن الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أمس، نجاح تجربة صاروخية أجرتها قوات الحرس الثوري الإيراني لصاروخ من طراز «سجّيل 2» يصل مداه إلى 2000 كيلومتر، مدشناً جيلاً جديداً من الصواريخ البالستية.
وأضاف نجاد، خلال لقاء جماهيري في محافظة سمنان (شمال البلاد)، أن «صاروخ سجيل2 يتّسم بمزايا تقنية عالية جداً، وقد أصاب هدفه بدقة ويعمل بالوقود الصلب، ما يتيح له الوصول إلى مدى أبعد، والسهولة في الانطلاق والحركة». وبهذا يتمايز هذا الصاروخ عن عائلة «شهاب» الصاروخية البالستية التي تعمل بالوقود السائل.
وأوضح نجاد أن الوقود السائل يشغّل 23 متراً من أصل 26 متراً هي طول الصاروخ، لكن مع استخدام الوقود الصلب تنخفض هذه النسبة إلى (1/8) وحتى إلى (1/12) فقط.
من جهة ثانية، أشار الرئيس الإيراني إلى تهديدات إسرائيل بضرب بلاده، محذّراً من أن إطلاق أي قذيفة على إيران سيحوّل البلد الذي يطلقها إلى «جحيم». وأضاف أن «الشعب الإيراني اليوم يملك القدرة على أن يحوّل أي موقع تنطلق منه قذيفة باتجاه الأراضي الإيرانية، إلى جحيم مستعر، قبل أن تصل تلك القذيفة إلى هدفها». وتابع: «إن حفنة من القتلة في الكيان الصهيوني يطلقون اليوم تصريحات أكبر من حجمهم».
من جهة أخرى، قال رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، إن الرئيس الأميركي باراك أوباما، «يوجّه ضربة إلى مزاعمه بشأن التغيير». وأضاف، خلال اجتماع مجلس الشورى، أن «على أوباما أن يعلم أنه من خلال تكراره العبارة: إسرائيل دولة اليهود المستقلة، إنما يوجّه ضربة إلى مزاعمه بشأن التغيير».
في المقابل (أ ف ب، يو بي آي، رويترز)، أكد مسؤول أميركي لوكالة «فرانس برس» أن إيران أطلقت على ما يبدو «بنجاح» صاروخاً متوسط المدى، في تأكيد لما أعلنه نجاد.
وقال المسؤول: «بحسب المعلومات الأولية، تم (اطلاق الصاروخ) بنجاح»، مضيفاً: «ثمة أسباب للاعتقاد أن الأمر يتصل بصاروخ بالستي متوسط المدى».
وفي السياق نفسه، رأى نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون، أن الصاروخ الجديد الذي أطلقته إيران أمس، يُفترض أن يثير قلق الأوروبيين. وقال، للإذاعة العامة الإسرائيلية: «على المستوى الاستراتيجي، لا يغيّر هذا الصاروخ الجديد شيئاً بالنسبة إلينا، لأن الإيرانيين سبق أن اختبروا صاروخاً يبلغ مداه 1500 كيلومتر، لكن هذا الأمر يفترض أن يثير قلق الأوروبيين».
وأضاف أيالون: «يحاول الإيرانيون أيضاً تطوير صاروخ بالستي يبلغ مداه عشرة آلاف كيلومتر، يمكن أن يصل إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة». وقال إن «من يريد دليلاً آخر بإمكانه رؤية أن الإيرانيين ببساطة يلعبون بالنار».
وقال رئيس مشروع الفضاء في معهد «فيشر» الإسرائيلي، طال عنبر، الذي يتمتع بسمعة عالمية في مجال الصواريخ البالستية، إن الأمر يتعلق بتطور مقلق جداً، موضحاً لصحيفة «معاريف»، أن «الحديث هو عن صاروخ يُطلق بواسطة الوقود الصلب، الأمر الذي يتيح للإيرانيين إطلاق رشقات واسعة باتجاه إسرائيل ضمن فترة إنذار أقصر. هذا الأمر سيوجد مصاعب أكبر بكثير أمام منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي».
في سياق آخر، ذكرت تقارير إسرائيلية أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، نفى معلومات صحافية محلية، أفادت بأنه تعهّد أمام الرئيس الأميركي، أن إسرائيل لن تهاجم المنشآت النووية الإيرانية خلال فترة الحوار الأميركي ـــــ الإيراني بشأن الملف النووي الإيراني.
ونقلت صحيفة «معاريف» عن نتنياهو قوله خلال اجتماع مغلق أول من أمس: «لم أتعّهد أمام الرئيس بعدم شنّ هجوم، وإسرائيل تحتفظ لنفسها بالحق بالعمل في الوقت المناسب» ضد البرنامج النووي
الإيراني.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية، في بيان، إلغاء زيارة وزير الخارجية فرانكو فراتيني إلى إيران، بسبب «اشتراط طهران تغيير محل اللقاء البروتوكولي المثبت مسبقاً بالرئيس نجاد من طهران إلى مدينة سمنان» في الشمال.
وكان المتحدث باسم الخارجية، ماوريتسيو ماساري، قد قال إن محادثات فراتيني في طهران كانت ستتركز على إشراك إيران في تحقيق الاستقرار في أفغانستان وباكستان.
بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس تعتزم مواصلة الحوار مع إيران بشأن المسائل الإقليمية مثل أفغانستان، لكن من غير المقرر في الوقت الحاضر أن يقوم الوزير برنار كوشنير، بزيارة إلى طهران.


مجلس صيانة الدستور يقبل 4 مرشحين فقط

أصبح مؤكداً أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، سيواجه ثلاثة مرشحين في الانتخابات الرئاسية المقبلة في 12 حزيران، حسبما أعلن مجلس صيانة الدستور في لائحة المرشحين النهائية أمس. وصادق المجلس على أربعة ترشيحات، بينها ترشيح نجاد. أمّا المرشحون الثلاثة الآخرون، فهم رئيس الوزراء السابق المدعوم من الإصلاحيين مير حسين موسوي، ورئيس مجلس الشورى السابق الإصلاحي مهدي كروبي، والقائد السابق للحرس الثوري المحافظ محسن رضائي. ولم يصادق مجلس الصيانة، المؤلف من 12 عضواً، إلا على أربعة ترشيحات من أصل 475 ترشيحاً، بينها 42 ترشيحاً نسائياً. وأعلن وزير الداخلية، صادق محصولي، أن «باستطاعة المرشحين إطلاق حملاتهم ابتداءً من هذا اليوم (أمس) شرط أن تتوقف قبل 24 ساعة من اليوم الانتخابي».
من جهته، أعلن مدير التلفزيون الإيراني، عزة الله ضرغامي، أن التلفزيون سيبث مناظرات بين المرشحين، مؤكداً الالتزام ببث الحدث «بعدل» رغم أن مؤسسته تحتكر البث المرئي والمسموع في إيران. في المقابل، اعترض المرشّح موسوي على «انحياز» التلفزيون. وقال، في رسالة وجهها إلى رئيس البرلمان علي لاريجاني ورئيس السلطة القضائية آية الله محمود هاشمي شهرودي والمدعي العام قربان علي دوري نجفبادي، إن «الانتهاك المستمر والمتكرر للحياد عبر برامج خاصة يناقض تناقضاً أساسياً الخيار الحر والمسؤول والصادق» للناخبين، مشيراً إلى أن «هذا الأمر يثير شكوكاً حول واقع أن الانتخابات يفترض أن تكون منافسة جدية وعادلة بين العديد من المرشحين».
(أ ف ب)