مستشار موسوي: لاريجاني ونوري يدعمانه... والعلاقة مع خاتمي متينةطهران ـ محمد شمص
يتوقّع رئيس الحملة الانتخابية في طهران للمرشح الى منصب الرئاسة، رئيس الوزراء الأسبق مير حسين موسوي، نجف قلي حبيبي، أن ينسحب أحد المرشحين الإصلاحيين، موسوي أو الشيخ مهدي كروبي، لمصلحة الآخر، قبل انتهاء الحملة في 10 حزيران المقبل.
ويُعرب المتحدث السابق باسم أكبر الأحزاب الإصلاحية، «تجمّع العلماء المناضلين»، في مقابلة مع «الأخبار»، عن ثقته بفوز المهندس موسوي، «والدليل على ذلك الإقبال الشعبي الواسع والحماسي، على مراكزه الانتخابية ودعم القوى ومؤسسات المجتمع المدني».
ويعترف حبيبي بصعوبة موقف الإصلاحيين في ظل ترشّح شخصيتين عنهما للانتخابات، قائلاً «ثمة احتمال بتصحيح هذا الوضع قبل قليل من انتهاء موعد الحملات الانتخابية، لكن ما هو مؤكد أن الاصلاحيين لن يفشلوا، وثمة احتمال بأن ينسحب أحد المرشحين لمصلحة الآخر، هذا الاحتمال لا يزال قائماً».
ويفيد حبيبي أن الاستطلاعات التي تشير الى تقدّم الرئيس محمود أحمدي نجاد قديمة، مضيفاً «الآن في غالبية المحافظات، النتائج معكوسة تماماً». ويشير إلى استطلاع أجراه طلاب جامعة طهران وجامعة العلوم الطبية، ظهر فيه أن موسوي حصل على 37 في المئة، فيما لم يحصل نجاد سوى على 18 في المئة فقط، متوقعاً ارتفاع هذه النسبة لموسوي مع اقتراب موعد الانتخابات في 12 حزيران المقبل.
وعن علاقة موسوي بالحوزة الدينية والحرس الثوري ومنظمة التعبئة «الباسيج»، يوضح حبيبي أن رئيس الوزراء الأسبق «أطلق حملته الانتخابية بلقاء عدد من مراجع الحوزة الدينية في مدينة قم، وأشاد العلماء به واستحسنوا ترشّحه. أمّا بالنسبة للحرس والباسيج، فأنتم تعلمون أن الإمام الخميني (الراحل) طلب منهم عدم التدخل في السياسة لكن يحق لكل فرد منهم أن ينتخب مرشحه. وأظهرت التجارب الانتخابية السابقة أن شريحة كبيرة من الحرس الثوري أعطت أصواتها للرئيس (الإصلاحي محمد) خاتمي».
ويوضح حبيبي علاقة موسوي بخاتمي، الذي انسحب من حلبة المنافسة لمصلحة الأول، قائلاً إن «خاتمي أعلن بصراحة دعمه لموسوي في الانتخابات، وأيضاً جميع القوى والأحزاب الإصلاحية، لهذا يمكن التأكيد أن علاقة موسوي بخاتمي قوية ومتينة. وخاتمي سيدعم موسوي في حملته الانتخابية».
أما أهم القضايا التي تدخل في برنامج موسوي الانتخابي، فهي «تطبيق القانون والعناية بالاقتصاد وتحسين الأوضاع المعيشية ومحاربة البطالة وإيجاد فرص عمل للشباب وتشجيع الاستثمارات الداخلية».
وفي ما يتعلّق برأي المرشّح الإصلاحي بالمحرقة النازية خلال الحرب العالمية الثانية، التي شكّك في حصولها الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد، يوضح حبيبي أن «الهولوكوست ليست مشكلتنا بل إن المشكلة الأساسية بالنسبة لإيران والمسلمين هي احتلال إسرائيل لفلسطين. ولا أعتقد أن إثارة مثل هذا الموضوع ستعود بالفائدة على إيران أو حتى على الفلسطينيين أنفسهم. وما طرحه نجاد لم يكن موجوداً في خطاب ومسيرة الثورة خلال 30 عاماً من عمرها»، مضيفاً أن «الإصلاحيين وجميع المتنورين وحتى المحافظين الواقعيين لم يوافقوا على هذه الشعارات المتشددة لنجاد، لأنها لن تعود بالفائدة إلاّ على إسرائيل. وهي مجرد ضجة إعلامية سياسية أثيرت حول إيران ولا أعتقد أن العالم الغربي والإسلامي ينظر الى كلام نجاد على أنه موقف إيران الرسمي من القضية الفلسطينية».
ويقول حبيبي «نحن نريد حلاً للقضية الفلسطينية بالتعاون مع باقي دول العالم، ولا نريد افتعال جبهات لا جدوى منها أو إطلاق شعارات متشددة. ونعتقد أنه ينبغي العناية أكثر بالاقتدار الوطني من خلال إيجاد حلول منطقية ومعقولة للملف النووي».
وعن العلاقة مع الولايات المتحدة، يرى حبيبي أن «العلاقة بين إيران وأميركا، كانت من المحرّمات، وإذا أراد أحد مناقشة الموضوع كانت تُثار حوله الكثير من علامات الاستفهام. لكن حكومة نجاد تجاوزت هذه المرحلة، بعدما أرسلت عدداً من الرسائل إلى الإدارة الأميركية. وفي الواقع، فتح نجاد الباب في هذه القضية لتخرج من دائرة المحرمات. والمهندس موسوي يعتقد، برؤيته الخاصة للعالم والأوضاع المستجدة فيه، أن بالإمكان إيجاد حل للقضية، لكن على أساس المنطق والاحترام المتبادل فقط مع الحفاظ على المصالح الوطنية والمساهمة في إيجاد سلام عالمي. لكن يبدو أن المسؤولين الأميركيين يريدون التعامل بفوقية وفرض شروط مسبقة وإيران في حال فوز موسوي من المسلّم أنها لن تقبل بهذه الطريقة من التعامل».
في السياق نفسه، أكد رئيس الحملة الانتخابية لموسوي في محافظة كرمان، علي مصطفوي، أن رئيس مجلس الشورى، علي لاريجاني، وسلفه ناطق نوري، وهما من قيادات المحافظين، يدعمان موسوي في الانتخابات الرئاسية.
وإذا صدقت هذه المعلومات، فهي تعدّ إشارة الى تحوّل كبير لمصلحة موسوي.
إلى ذلك، أعلن النائب الإصلاحي السابق علي أكبر محتشمي بور أن ماكينة موسوي الانتخابية تنشط بقوة في جميع المناطق الايرانية، وأن عدد مندوبيه وصل الى 50 ألف مندوب سينتشرون على 48 ألف صندوق اقتراع.

(أ ف ب)