لم تلغِ قمّة خاباروفسك، أمس، الخلافات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا التي ظهّرت نفسها مجدداً إلى العلن، حتى إن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف حذّر من حرب غاز جديدة مع أوكرانياسعت القمة نصف السنوية بين الاتحاد الأوروبي وروسيا في خاباروفسك (أقصى شرق روسيا)، خلال بحثها ملفات أمن الطاقة و«الشراكة الشرقية» التي أطلقها الاتحاد مع ست جمهوريات سوفياتية سابقة، إلى القفز فوق الخلافات التي رسمت العلاقة بين الجانبين على خلفية الحرب الجورجية ـــــ الروسية في آب الماضي. إلاّ أن الفشل كان حليفها.
بداية، أكد الرئيس التشيكي، فاتسلاف كلاوس، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، أن «الاتحاد يعدّ روسيا شريكاً استراتيجياً، من المهم أن يصبح هذا الأمر واقعاً لا مجرد إعلان نيات».
إلاّ أن هذه الدبلوماسية لم تنجح في خرق العلاقات بين الطرفين، رغم أن الرئيس الروسي حاول في بداية كلامه التقليل من أهمية الاختلافات أثناء ترحيبه بالقادة الأوروبيين، قائلاً: «نحن بحاجة إلى الحديث عن أوضاع قطاع الطاقة وهندسة أمنية جديدة لتجاوز الأزمة الاقتصادية».
وفي ملف الطاقة، لم يستبعد مدفيديف «اندلاع حرب غاز جديدة بين روسيا وأوكرانيا»، رافضاً تحميل بلاده أي مسؤولية في هذا الشأن. وقال إن «لدينا شكوكاً بشأن قدرة أوكرانيا على دفع ثمن مشترياتها من الغاز الروسي»، مؤكداً أن «روسيا لن تقدم أي ضمانات (لجهة عدم تكرار الأزمة)! لم لا؟ لأنه وحده من يدفع يقدم ضمانات».
وتابع مدفيديف أنه «في هذا الوضع، نحن مستعدون لمساعدة الدولة الأوكرانية، لكننا نرغب في أن يقوم الاتحاد الأوروبي بجزء مهم من هذا العمل». وأكد أن «روسيا لا تشارك وليست لديها أي نية في المشاركة في معاهدة الطاقة»، مقدماً بدلاً من هذه المعاهدة اقتراحات روسية.
وإلى ملف الشراكة الشرقية (أطلقها الاتحاد الأوروبي مع ست جمهوريات سوفياتية سابقة هي بيلاروسيا وأوكرانيا ومولدافيا وجورجيا وأرمينيا وأذربيجان)، لم يخف مدفيديف ارتيابه قائلاً: «نحن قلقون لأن بعض البلدان تحاول استخدام هذا الهيكل شراكةً ضد روسيا»، مضيفاً: «لا نريد أن تتحول الشراكة الشرقية إلى شراكة معادية لروسيا».
وأثناء تنظيمه القمة على بعد تسع مناطق زمنية من بروكسل، أراد مدفيديف أن يُفهم ضيوفه مكانة روسيا دولةً عظمى ذات مساحات شاسعة، قائلاً أمام طلاب محليين: «عليهم أن يقدروا كبر روسيا».
وفي السياق، قالت المتحدثة باسم الكرملين، ناتاليا تيماكوفا، إن «المحادثات أجريت في جو ودي، بينما حاول الجانبان تجنب إثارة أي نقاط حساسة». وأضافت: «كان اجتماعاً جيداً جداً. وافق الشركاء في الاتحاد الأوروبي على مناقشة مقترحات روسيا بشأن أمن الطاقة الأوروبية، أي إنهم أقروا بوضوح بأن النظام الحالي ليس كاملاً».
في المقابل، دعا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، روسيا إلى «المشاركة في الشراكة الشرقية». وقال: «نريد أن تشارك روسيا في برامج الشراكة الشرقية. لكن روسيا القوية بثروتها من الوقود وبتاريخها بوصفها دولة عظمى مصممة على الدفاع عن مكانتها العالمية».
وفي ما يتعلق بسبل ضمان أمن الطاقة، شدد رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيه مانويل باروزو، على أن «الإجراءات الجديدة الواجب اتخاذها تستند إلى معاهدة الطاقة التي ترفض موسكو الحديث بشأنها». وأضاف أنّ «علينا ألا نرفض اتفاقات موجودة منذ سنوات. نحن مستعدون للبحث في الاقتراحات الروسية، لكن عبر البناء على الاتفاقات الموجودة أصلاً».
(أ ب، أ ف ب، رويترز)

قالت مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بنيتا فريرو فالدنر (الصورة)، إن القمة الأوروبية ـــــ الروسية «كانت أمراً ساراً للغاية. كان من الممتع إحضارنا إلى هنا. وللمرة الأولى، نرى الحضارة الأوروبية في خاباروفسك التي تبعد 30 كيلومتراً عن الحدود مع الصين».