بؤرة المواجهة الأخطر بالنسبة إلى واشنطن في الوقت الحالي تقع ما بين كابول وإسلام آباد، التي تدرك ذلك، ولا تتوقف عن طلب المساعدة، لكن هذه المرة قد تتعرّض للمساءلةأعلن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الأدميرال مايكل مولن، أن مساعدة الحكومتين الباكستانية والأفغانية على هزم تنظيمَي «طالبان» و«القاعدة» مرتبطة بمصالح الأمن القومي الأميركي.
وقال مولن، في شهادة أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، إن «المصالح القومية الأميركية مرتبطة بهذه المنطقة أكثر من أي مكان آخر في الوقت الراهن، ولا توجد زاوية في العالم تقلقني أكثر». وحذّر من أن «الولايات المتحدة وحلفاءها لا يمكنهم أن ينفوا فكرة أن نجاح طالبان في أفغانستان قد يدفع بها أكثر إلى العمق الباكستاني». وأكد أن استراتيجية الرئيس باراك أوباما تدعو إلى التزام أميركي في المنطقة و«تجعلنا مسؤولين عن تحقيق أهداف تتمثّل في ردع القاعدة وتفكيكه وهزمه من خلال الموارد المدنية والعسكرية»، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة تواصل تقليص قواتها في العراق لنقل التركيز العسكري لمواجهة جهود «طالبان» المتجدّدة في أفغانستان وباكستان»، مضيفاً «سنكون أكثر ذكاءً الآن في أفغانستان، وأكثر نجاحاً بفضل التجربة في العراق».
وعلّق مولن على المساعدة الأميركية الأخيرة لباكستان بقيمة 110 ملايين دولار، المخصصة لآلاف النازحين الذين فرّوا من منازلهم بسبب المعارك التي يخوضها الجيش الباكستاني ضد «طالبان»، وطلب 400 مليون دولار لمساعدة باكستان على مكافحة حركة التمرد، لكنه وُوجِه بتحذير من أعضاء ديموقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية، التي قال رئيسها، جون كيري، إن «هناك استياءً كبيراً في الكونغرس بشأن مسألة الأموال التي دُفعت في الماضي لباكستان». وأضاف إنه في عهد الإدارة السابقة، لم تَجرِ أي محاسبة في ما يتعلق بالمساعدات العسكرية التي بلغت مليارات الدولارات.
وأوضح كيري أن «كثيرين منّا لم يعرفوا حتى السنة الأخيرة أنه خلال ست سنوات أو سبع، حوّلت الإدارة السابقة مبالغ كبيرة من الأموال لباكستان، وليس لدينا أي فكرة إلى أين ذهبت، ثم علمنا بأن معظم هذه الأموال كانت تغذّي ميزانيتهم العامة». وأشار إلى أنه قدّم مع أعضاء آخرين في مجلس الشيوخ مشروع قانون يضمن «حداً ملائماً من المحاسبة».
(الأخبار، أ ب، أ ف ب)