الأمن والاستقرار الإقليميّين، أبرز هموم القمّة الإيرانية الباكستانية الأفغانية، التي عقدت في طهران، حيث اغتنم الرئيس الإيراني المناسبة ليلقي باللوم على قوات الاحتلال الأميركي في الخليج
طهران ــ محمد شمص
تعهّدت إيران وباكستان وأفغانستان، خلال قمة جمعت رؤساء الدول الثلاث في العاصمة الإيرانية طهران، أمس، بالعمل معاً على مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات. جاء ذلك في «إعلان طهران»، الذي وقعه كلّ من الرؤساء الإيراني محمود أحمدي نجاد، والأفغاني حميد قرضاي والباكستاني آصف علي زرداري.
ووصف نجاد، خلال إعلانه البيان، القمة بالجدية والمهمة، مؤكداً عزم الرؤساء الثلاثة على «توفير المزيد من الفرص لمواصلة التعاون والتشاور في المستقبل لتحويل مشاكل المنطقة إلى آمال تساعد الأجيال المقبلة».
وقال الرئيس الإيراني «تقيم دولنا الثلاث علاقات أخوية وتاريخية، لكن هناك مشاكل لا تزال قائمة»، مشيراً إلى أن «بعض المشاكل اقتصادية أو ثقافية، لكن هناك مشاكل أخرى فُرضت علينا من الخارج، من جانب آخرين أجانب وغرباء عن دولنا وثقافة دولنا».
وقال نجاد إنه «مع أن وجود القوات الأجنبية في منطقتنا جاء بموجب ذريعة إعادة الاستقرار، فانه لم يقدم الكثير من المساعدة للأمن الدائم أو الاستقرار السياسي أو النمو الاقتصادي». وأضاف أن «دولنا الثلاث تعاني من تهريب المخدرات والاتجار بالبشر. وإن لم نجد حلاً، فإن الجيل الصاعد لن يغفر لنا».
من ناحيته، رأى الرئيس الباكستاني أن أهم التحديات التي تواجه المنطقة هي «الجيران من القوى الكبرى». وقال «نحن نواجه تحديات، منها أننا سمحنا للقوى الكبرى بأن تكون جارة لنا»، مؤكداً أن القمة وضعت آليات لتنظيم التعاون، ولا سيما مواجهة الأزمات.
وأشار زرداري إلى وجود مشاكل كثيرة على الحدود، قائلاً «لا يمكن أن نستهين بحجم المشاكل، وعلينا أن نسعى إلى إيجاد حلول لكل المشاكل». وأضاف «على العالم أن يطمئن إلى أننا جزء من الحل، ولسنا جزءاً من المشكلة». واقترح الرئيس الباكستاني عقد القمة الثلاثية المقبلة في إسلام آباد.
أمّا الرئيس الأفغاني، فقد رأى أن «محاربة الإرهاب» هدف مشترك للدول الثلاث، داعياً إلى التعاون في إعادة إعمار أفغانستان. وقال إن المنطقة «تعاني من التطرف والحرب والانقسامات بين الدول». وأضاف «إذا استطعنا أن ننقذ باكستان وأفغانستان من هذه المشاكل ومن التطرف.. فسيكون لهذه الاجتماعات الثلاثية معنى كبير»، لافتاً إلى أن «المشاكل تأتي في ما بيننا نحن».