في تحول مفاجئ لنيودلهي بتراتبية «تهديداتها» الحدودية، أعلن قائد السلاح الجوي، فالي هومي ميجر، في مقابلة مع صحيفة «هندوستان تايمز» نُشرت أمس، أن بلاده تواجه تهديداً من الصين أكبر من الذي تواجهه من باكستان، لأن القدرات القتالية لبكين تبقى مجهولة لها، فيما مدت يدها للسلام مع جارتها اللدود، باكستان. وقال ميجر: «لا نعرف سوى القليل جداً عن القدرات الحقيقية للصين وطاقتها القتالية ومدى حرفية جيشها، وهو بالتأكيد خطر أكبر». وتشير الأرقام الرسمية والتقديرات العسكرية إلى أن الصين لديها جيش نظامي يبلغ حجمه ثلاثة أمثال حجم الجيش الباكستاني تقريباً.وأشار ميجر إلى أن «السلاح الجوي الهندي يعكف على تحديث نحو خمس قواعد جوية تشغل اثنتان منها المقاتلات سو ـ30 إم كيه آي روسية الصنع». وخاضت أكبر دولتين في العالم من حيث عدد السكان حرباً سريعة لكن دامية بشأن حدودهما عند جبال الهيمالايا التي يبلغ طولها 3500 كيلومتر عام 1962.
أما مع جارتها اللدود، باكستان، التي خاضت معها ثلاث حروب منذ الاستقلال عام 1947، فقد ذكرت تقارير إعلامية أخيرة أن واشنطن تتوسط بينهما لتبادل المعلومات الاستخبارية بما يخدم الحرب المشتركة ضد عناصر «طالبان» و«القاعدة» القابعة في المناطق القبلية الباكستانية، كذلك توجد هناك جهود أميركية ـــــ باكستانية حثيثة لإقناع الشعب الباكستاني بأن العدو الحقيقي هو «طالبان والقاعدة» لا الهند.
وبما يخدم هذا التوجه الجديد، أعلن وزير الخارجية الهندي، سوماناهلي ملاياه كريشنا، أن بلاده مستعدة لصنع السلام مع باكستان شرط أن تستأصل الحركات المتطرفة على أراضيها، قائلاً: «نرغب في العيش بسلام مع جارتنا. هذه هي رغبتنا». وأضاف: «إننا مستعدون لمدّ يد الصداقة والشراكة لباكستان إذا اتخذت تدابير حاسمة وذات صدقية لتفكيك البنى التحتية الإرهابية التي تنشط على أراضيها».
ويتوقع أن تمضي الحكومة الائتلافية الجديدة في الهند قدماً في اتفاقية للإمدادات العسكرية مع الولايات المتحدة، بعد تخلصها من الضغوط التي كان يمثلها حلفاؤها الشيوعيون السابقون، إثر فوز حزب المؤتمر الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء المكلف، مانموهان سينغ، في الانتخابات. وقال مسؤول في الحكومة: «هذه واحدة من أوائل الأمور التي يتعين علينا بحثها».
ويقول خبراء عسكريون إن زيادة قدرة الولايات المتحدة على استخدام المنشآت العسكرية في المنطقة سيساعد قواتها في محاربة المتشددين في أفغانستان وباكستان. ورأى الرئيس السابق لمركز البحث والتحليل، وهو ذراع المخابرات الخارجية الهندية، ب. رامان، أن «الإمدادات تمثّل أساس أي عملية عسكرية، ما من شك أن هذا سيساعدهم».
(رويترز)