h1>موسكو تؤيّد «قراراً صارماً» وبكين تريد «حلّاً سلميّاً»... وتل أبيب مع «قبضة حديديّة»واصلت كوريا الشمالية تحدّي القرارات الدولية، غير آبهة، على ما يبدو، بالإدانة والعقوبات التي يمكن أن يفرضها عليها مجلس الأمن الدولي، الذي استنفد كل الخيارات الدبلوماسية الممكنة
أطلقت كوريا الشمالية، أمس، صاروخين قصيري المدى قبالة ساحلها الشرقي، متجاهلةً إدانة المجتمع الدولي للتجربة النووية التي أجرتها أول من أمس، ما أثار امتعاضاً دولياً واسعاً، فيما يستعد مجلس الأمن لإصدار قرار حازم في هذا الشأن.
ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء عن مصدر حكومي في سيول قوله إن كوريا الشمالية أطلقت صاروخين، أحدهما أرض جو والثاني أرض بحر قبالة ساحلها الشرقي.
وكانت كوريا الشمالية قد أجرت أول من أمس ثانية تجاربها النووية، كما أطلقت في اليوم نفسه ثلاثة صواريخ قصيرة المدى أرض ـــــ جو من قاعدة صواريخ ساحلية في شرق البلاد.
ولاقت التجربة النووية، وهي الثانية بعد تجربتها الأولى عام 2006، إدانة دولية واسعة، جاء أبرزها من مجلس الأمن الذي أصدر بياناً بإجماع أعضائه أكدوا فيه «رفضهم الشديد وإدانتهم للتجربة النووية، التي تمثّل انتهاكاً صارخاً للقرار 1718». وأضاف البيان «قرر أعضاء مجلس الأمن بدء العمل على الفور بشأن قرار لمجلس الأمن في هذا الأمر».
وفي التعليقات التي صدرت عقب الاجتماع، أكد نائب المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة جان بيار لاكروا أنه «من المهم أن يكون هناك ثمن لسلوك كوريا الشمالية».
من جهتها، أعربت المندوبة الأميركية سوزان رايس عن أملها أن يكون القرار «قوياً»، وحذرت من أنه إذا أرادت كوريا الشمالية «مواصلة إجراء تجارب واستفزاز المجموعة الدولية، فسترى أنها ستدفع الثمن، لأن المجموعة الدولية واضحة: هذا أمر غير مقبول»، مضيفة أن العقوبات «يمكن أن تأخذ شكلاً مختلفاً تماماً ويمكن أن تشتمل على عقوبات اقتصادية».
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إن الخيار الوحيد هو أن تعود بيونغ يانغ إلى طاولة المباحثات، مضيفاً «أترك أمر الإجراءات التي يجب اتخاذها إلى أعضاء مجلس الأمن».
ويعمل مجلس الأمن حالياً على استصدار قرار جديد، لكنّ محللين يرون أن الصين، التي دعت إلى حل سلمي، لن تؤيّد على الأرجح أي موقف صارم ضد حليفتها. والمخاوف المباشرة لدى بكين هي من حدوث تصدّع خطير لدى جارتها قد يدفع سيلاً من اللاجئين إلى حدودها.
أما روسيا، فقد نقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء عن مصدر في وزارة الخارجية الروسية، لم تكشف عن هويته، قوله إن «رد الفعل يجب أن يكون جاداً بدرجة كافية، لأن سلطة مجلس الأمن على المحك. تصديق على قرار صارم هو على الأرجح أمر لا يمكن تفاديه».
وفي ردود الفعل، كرر الرئيس الأميركي باراك أوباما تعهد الولايات المتحدة بالدفاع عن كوريا الجنوبية. وكان الرئيس الأميركي قد أجرى، في وقت سابق، اتصالاً هاتفياً بكل من نظيره الكوري الجنوبي لي ميونغ باك ورئيس الوزراء الياباني تارو آسو، لمناقشة التجربة النووية الكورية الشمالية، وجدّد التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن البلدين.
واتفق المسؤولون الثلاثة على العمل معاً للسعي إلى استصدار قرار قوي من مجلس الأمن يتضمّن إجراءات ملموسة لوقف الأنشطة النووية والصاروخية لكوريا الشمالية.
بدورهم، أدان وزراء خارجية مجموعة «اجتماع آسيا ـــــ أوروبا» (اسيم)، التي تعقد اجتماعاً في فيتنام، الخرق الواضح لقرارات الأمم المتحدة، وحثّوا بيونغ يانغ على العودة إلى المحادثات السداسية. وحثّ وزراء من أكثر من 40 دولة، في بيان، «كوريا الشمالية بقوة على عدم إجراء المزيد من التجارب»، وأن «تذعن لقرارات الأمم المتحدة».
أما وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، فقد دعا إلى استخدام «قبضة حديدية» ضد كوريا الشمالية. وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد أصدرت بياناً، أول من أمس، قالت فيه إن إسرائيل «تقلق من نشر الأسلحة النووية من قبل كوريا الشمالية، الذي ينعكس سلباً على منطقتنا».
بدوره، اعتبر وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أن كوريا الشمالية «تستحق عقوبات شديدة». وقال لإذاعة «راي أونو»، إنه «يجب أن نكون متحدين في الرد، وإذا شاركت روسيا والصين فستكون خطوة كبيرة إلى الأمام. لكن إذا انقسمنا، فإننا لن نتمكن إفهام النظام الكوري الشمالي أننا لا نمزح».
إلى ذلك، في خطوة من المرجح أن تزيد حدة التوتر في المنطقة، أعلنت كوريا الجنوبية أنها ستنضم إلى مبادرة تقودها أميركا لملاحقة السفن التي يشتبه في أنها تحمل أسلحة دمار شامل، وهو تحرّك حذرت كوريا الشمالية من أنها ستعتبره بمثابة إعلان حرب.
(رويترز، يو بي آي، أ ف ب)