يبدو محمود أحمدي نجاد هذه الأيام مهيّئاً نفسه لولاية رئاسية ثانية في إيران. يطلق المزيد من الوعود الداخلية والخارجيّة في سبيل تحسين صورة لطالما تعرّضت للنقد والمساءلةأكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أمس، أنه إذا أعيد انتخابه لولاية ثانية فسيدعو الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إجراء مناظرة في الأمم المتحدة بشأن القضايا العالمية. وقال في مؤتمر صحافي حضره المراسلون الأجانب في طهران «إذا انتخبني الشعب الإيراني مرة أخرى، فسأدعو السيد أوباما إلى مناظرة في الأمم المتحدة لمناقشة أسباب المشاكل، وإدارة العالم، والمشاركة الجماعية من أجل الأمن والسلام المستديم». أضاف «إذا فزت بولاية رئاسية ثانية، فسأقدّم مبادرة جديدة لفتح صفحة جديدة من العلاقات مع دول المنطقة والعالم».
وقال نجاد إن «الدول التي كانت تدعو قبل عامين أو ثلاثة أعوام إلى تدمير إيران، تتسابق حالياً إلى الحوار وإقامة العلاقات مع طهران، ما يدل على أن إيران قطفت ثمار سياساتها الخارجية ودبلوماسيتها». وأوضح أن «المسألة النووية انتهت بالنسبة إلينا، والمحادثات التي تجري خارج الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستكون فقط عن المشاركة في إدارة العالم وإحلال السلام فيه».
وتابع نجاد «لقد سبق أن قلنا، ونقول الآن مجدداً، إننا لن نتحدث عن المسألة النووية مع من هم خارج الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والشعب الإيراني لن يسمح لأحد من خارج الوكالة بمناقشة المسألة النووية الإيرانية». ورداً على سؤال عمّا ستبحثه إيران مع مجموعة «5+1»، قال نجاد «سنبحث ضرورة نزع الأسلحة النووية من الدول التي تمتلكها».
في المقابل، أعلنت فرنسا أنها لا تزال تنتظر رداً من إيران على اقتراح الحوار مع الدول الكبرى بشأن برنامجها النووي. وأعلن مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فريدريك ديزانيو «ما زلنا ننتظر الرد على الاقتراحات التي عرضتها الدول الست (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا)» في نيسان، مؤكداً «لم نتلقّ رداً، ونأسف لذلك». وأضاف «إننا نرى أن على إيران أن تختار التعاون بدلاً من العزلة المتزايدة، وبالتالي فإننا نأمل رداً على اقتراحاتنا المتعلّقة بإجراء لقاء لاستئناف المناقشات بشأن الملف النووي».
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني إن إلغاء زيارته المقررة إلى إيران كان «إيفاءً» لالتزامات دولية. وردّ على المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي، الذي وصف إلغاء المسؤول الإيطالي لزيارته إلى إيران الأربعاء الماضي بأنها «خضوع لنفوذ آخرين»، بالقول إن لدى حكومة بلاده «قناعات راسخة» بشأن الحوار، ولكن «ينبغي علينا الإيفاء بالتزامات دولية وأوروبية».
وشدد فراتيني على أن «إيطاليا لن تخضع لأي شروط»، في تلميح إلى رفضه لقاءً بروتوكولياً كان سيجمعه بالرئيس الإيراني في مدينة سمنان.
وفي الشأن الانتخابي، تبدو الجماعات الإيرانية المحافظة منقسمة على نفسها في ما يتعلق بتأييد الرئيس الإيراني. ولم تتمكن «رابطة علماء الدين المجاهدين» النافذة من الحصول على أغلبية ثلثي أعضائها لدعم نجاد في اقتراع جرى الاثنين، قبل السباق الرئاسي الذي سيجرى في 12 حزيران.
وأعلن رئيس الرابطة آية الله محمد رضا مهدوي كاني «في الاقتراع .. وبالنسبة إلى طرح نجاد مرشحاً لنا، توصلنا إلى أغلبية، ولكن ليس أغلبية الثلثين التي تتطلبها الرابطة لتبني مواقفها». أضاف «ولكنني شخصياً اعتبر نجاد مرشحاً أفضل وسأصوّت له».
كذلك أعلنت كتلة «أصحاب المبادئ» في البرلمان الإيراني أنها لم تتوصل إلى إجماع لدعم نجاد.
إلى ذلك، ذكرت وكالة أنباء «ايلنا» القريبة من الإصلاحيين أنه أعيد العمل بـ«الفايس بوك» في إيران بعد منعه ليومين، بسبب استخدامه لدعم مرشّحي الإصلاح.
من جهة أخرى، أعلن قائد سلاح البحرية الإيرانية الأميرال حبيب الله سياري أن إيران أرسلت 6 بوارج حربية إلى خليج عدن لحماية السفن من القرصنة، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تدل على القوة العسكرية «الكبيرة» لبلاده في مواجهة أي تهديدات خارجية. وقال أمام عدد من قادة سلاح البحرية إن «إرسال هذا العدد من البوارج والسفن الحربية الإيرانية يؤكد قوة البلاد في مواجهة أي تهديدات أجنبية»، معرباً عن أمله أن يتواصل تقدّم سلاح البحرية في مجال التسلّح على أيدي الخبراء والعلماء الإيرانيين.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، مهر، إرنا)