خاص بالموقع | PM 10:47كرّس وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند، في زيارته التركية، أمس، الانقسام الأوروبي القديم حيال التعاطي مع ملف ترشّح تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. انقسام يتنازع أقطابه كلّ من باريس وبرلين وفيينا الرافضين لإعطاء أنقرة شرف العضوية الكاملة في النادي الأوروبي، في مقابل لندن المصرّة على أن «تركيا أوروبية» هي «أولوية بريطانية».

وقد ورد كلام ميليباند في مؤتمره الصحافي مع نظيره التركي أحمد داوود أوغلو في أنقرة، وذلك قبل أسابيع من انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة في حزيران المقبل، التي يستغلها الرافضون لقبول عضوية تركيا في الاتحاد، لكسب المزيد من الأصوات الرافضة لـ«الغزو الإسلامي» لأوروبا.

وجدّد ميليباند رفض لندن لأية صيغة في التعاطي مع تركيا على نسق «الشراكة المميزة» التي اقترحها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وأيّدته فيها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

ولم يربط الوزير البريطاني تأييد بلاده الكامل لقبول عضوية تركيا بحل النزاع القبرصي، رغم أنه أبلغ حكام أنقرة أن لندن «تريد حلاً عاجلاً» لهذا النزاع.

وقال «نريد التوصّل إلى تسوية في قبرص في أسرع وقت ممكن»، مشيراً إلى أن «عام 2009 يمثّل فرصة كبيرة لتسوية شاملة»، مع تفادي الإشارة إلى رفض تركيا المستمر لفتح موانئها ومطاراتها أمام الطائرات والسفن القبرصية، وهو ما تنص عليه معاهدة الوحدة الجمركية التي تربطها بالاتحاد الأوروبي.

وقد أدّى هذا الخلاف في عام 2006 إلى تجميد ثمانية من ملفات التفاوض الـ35 مع الاتحاد الأوروبي.

وشدد ميليباند على أن بريطانيا «ملتزمة بحزم بفكرة انضمام تركيا التام إلى الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يمثّل أولوية بالنسبة إلى بلدنا»، معتبراً أنّ اقتراح باريس وبرلين إقامة «شراكة مميزة» مع أنقرة «لا يمثّل الخيار الجيّد لتركيا المسلمة والعلمانية».

وفيما انتقد رئيس الدبلوماسية البريطانية، ضمنياً، تصريحات ساركوزي وميركل عن بطء الإصلاحات الجاري العمل عليها في الدستور التركي قائلاً إن «الوقت الآن مهم للمخيّلة والثقة لا للتردّد واللوم»، عاد وأقرّ بأن الطريق أمام انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي «طويل»، من دون أن ينسى لفت الانتباه إلى «ضرورة مواجهة التحديات».

ورداً على سؤال عن تقويمه لأداء تركيا في ما يتعلق بالإصلاح، أجاب: «الحكومة التركية لديها أجندة إصلاحية طموحة، ولكن لا يعود لي أمر التقويم».

وبرّر ميليباند إصرار حكومته على قبول تركيا في الاتحاد بالتركيز على القيمة الاقتصادية التركية وأهمية هذا البلد بالنسبة إلى الأوروبيين من نواحي توفير طرق آمنة للنفط، وأخيراً بسبب اهتمام أوروبا ببناء «علاقات أوثق بين الغرب والعالم الإسلامي».

وعن هذا الموضوع، قال ميليباند «تركيا لديها مزيج سكاني ذو أغلبية مسلمة وميراث ديموقراطي تفتخر به. أعتقد أن في مقدوركم إقامة توازن بين تلك الأشياء وأن تكونوا جسراً بين الغرب والشرق».

بدوره، وافق داوود أوغلو على توصيف نظيره البريطاني بأن عام 2009 يمثّل «فرصة لحل الأزمة القبرصية»، محذراً القبارصة اليونانيين من استخدام عضويتهم في الاتحاد الأوروبي «لتحقيق مصالحهم الخاصة».

(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)