يبدو أن سخونة المعركة الرئاسية في إيران لن تقتصر على السجالات السياسية. ثمة ما يعكّر صفو الأمن أيضاً، كما حدث في سيستان بلوشستان، حيث الاضطرابات التي وصلت إلى ذروتها أمس بتفجير أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحىقتل 15 شخصاً وأصيب 50 آخرون بجروح أمس، في انفجار استهدف مسجداً في محافظة سيستان بلوشستان في جنوب شرق إيران، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.
وقالت الوكالة إن الانفجار وقع في مسجد أمير المؤمنين في زاهدان، مشيرة إلى أن حصيلة القتلى والجرحى التي أوردتها أولية.
في غضون ذلك، أعلن الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، زيادة أعداد أجهزة الطرد المركزي، فيما تحتدم المنافسة بينه وبين خصومه على منصب الرئاسة، قبيل الانتخابات التي تُجرى في 12 حزيران المقبل.
ورأى مستشار نجاد، محمد علي رامين، أن المنافسة الحقيقية في الانتخابات هي بين نجاد ورئيس مجلس الخبراء أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي خسر أمام الأول في انتخابات عام 2005. وأضاف أن «رفسنجاني يسعى إلى الثأر وتعويض خسارته المدويّة بإسقاط نجاد في الانتخابات الحالية، أو إضعاف شعبيته عبر تشتيت أصوات الناخبين».
ووضع رفسنجاني سيناريو قضى بترشيح كل من القائد الأسبق للحرس الثوري، محسن رضائي، المقرب منه، والمرشحين الإصلاحيّين رئيس الوزراء الأسبق مير حسين موسوي ورئيس البرلمان الأسبق الشيخ مهدي كروبي. ووُزِّعت الأدوار على المرشحين الثلاثة، كي يخاطب كل واحد منهم شريحة محددة من الناخبين لتضييق الخناق والفرص أمام نجاد.
وأضاف رامين أن رفسنجاني أقنع الرئيس السابق محمد خاتمي بالانسحاب من الانتخابات لمصلحة موسوي، بعدما لمس الضعف في شعبية خاتمي وانصراف الناس من حوله، ولا سيما في لقاءاته الانتخابية في المحافظات، التي وُصفت بالهزيلة والباردة.
وأكد رامين أنه «رغم عناد كروبي وتمسكه بالترشح للفوز بكرسي الرئاسة، إلاّ أن رفسنجاني لا يزال قادراً على إقناعه بالانسحاب لمصلحة موسوي في اللحظات الأخيرة، بالإضافة إلى رضائي، وذلك إذا وجد مصلحة تخدم أهدافه، أي إسقاط نجاد».
من ناحيته، وجّه كروبي خطابه إلى كل الناقمين على الأوضاع الراهنة، قائلاً إن «الجلوس في المنزل يوم الاقتراع لن يفيدنا، وهو حرام وبمثابة المشاركة بالظلم». وأضاف أن فوز نجاد مجدداً بولاية رئاسية ثانية «سيلحق الضرر بإيران والنظام والإسلام».
أمّا موسوي، الذي يتعرض لهجوم شديد من أنصار نجاد على خلفية مواقفه ودعوات حلفائه ومستشاريه إلى وقف تخصيب اليورانيوم ونقله إلى بلد آخر كأوستراليا، فقد انتقد دور بعض علماء الدين الذين يكيلون المدح والثناء لنجاد وحكومته، من دون الالتفات إلى الانتقادات الموجهة إليها، ودعاهم إلى فصل أنفسهم عن الحكومة والقيام بدور أهم وأكبر، وهو هداية الناس وتنويرهم.
من ناحيته، حذّر المرجع الديني آية الله مكارم الشيرازي المرشحين من «مغبة الكذب على الناس، وتقديم الوعود الانتخابية الفارغة وإطلاق الشائعات بحقّ منافسيهم». وأكد أنها «أمور غير جائزة ولا تخدم أبداً مصالح البلاد».
من جهة ثانية، أعلن نجاد في حديث إذاعي أول من أمس، زيادة إيران الشهر الماضي لأعداد أجهزة الطرد المركزي في مفاعلات «ناتنز» لتخصيب اليورانيوم وسط البلاد، وقال: «الآن لدينا أكثر من 7000 جهاز طرد مركزي، والغرب لن يجروء على تهديدنا».
وكانت طهران قد أعلنت في شباط الماضي أن عدد هذه الأجهزة وصل إلى 6000 جهاز.
(الأخبار، أ ف ب، أ ب)