شهدت الحرب المفتوحة بين النظام التركي وحزب «العمال الكردستاني»، أمس، تصعيداً نوعياً، بعد مقتل 6 جنود أتراك وجرح ثمانية آخرين ليل أول من أمس في انفجار لغم في محافظة هكاري التي تقع قرب الحدود العراقية ـــــ التركية.ورداً على العملية، شنت الطائرات الحربية التركية غارات مكثفة مستهدفة «مجموعة كبرى من المتمردين الأكراد في شمال العراق»، على حد ما أعلنه الجيش في بيان على موقعه الإلكتروني.
كذلك ترجمت الحكومة التركية ردة فعلها على خسارتها العسكرية بحملة اعتقالات طالت نحو 30 شخصاً، معظمهم من الأساتذة والمثقفين الأكراد. وجرت التوقيفات في محافظات أزمير (غرب) وأنقرة وإسطنبول (شمال غرب) وفان (شرق) ومانيسا (غرب)، بحسب وكالة الأناضول الحكومية.
ومن بين المعتقلين، مسؤولون في حزب «المجتمع الديموقراطي»، وهو الحزب الشرعي لأكراد تركيا المتهم بأنه مجرد غطاء لحزب العمال الكردستاني.
وفي السياق، خرج حزب «الشعب الجمهوري» التركي المعارض، المعروف بنزعته العدائية تجاه القوميين الأكراد، بموقف مفاجئ، حين دعا إلى إصدار عفو عام عن مقاتلي «الكردستاني» عندما يسلّم الحزب سلاحه. وقال رئيس حزب «الشعب»، دنيز بايكال، لصحيفة «حريّيت» التركية، خلال زيارة قام بها إلى إقليم أديامان ذي الغالبية الكردية في إطار «الانفتاح الكردي» لحزبه: «يمكن تطبيق مشروع عفو في الوقت الذي يقولون فيه لا نريد بعد الآن أن نمارس السياسة من خلال السلاح وسننزع سلاحنا بالكامل». وشدد بايكال على ضرورة إصدار عفو عندما يوضح الحزب أنه سيسعى إلى تحقيق مطالبه في إطار الديموقراطية وسيادة القانون. غير أنه شكك في إمكان حل هذا النزاع، رغم «استمرار عودة الإرهابيين من الجبال»، أي من جبهات القتال على الحدود العراقية والإيرانية والسورية.
وتعهد بايكال بوقف حملته الدائمة على «المجتمع الديموقراطي» إذا وضع الحزب الكردي نشاطاته «الإرهابية» جانباً. وأضاف: «يجب ألّا يكون هناك أسلحة على الطاولة. يجب أن يكون هناك أقلام وأوراق وأفكار».
وعن طرحه في ما يتعلق بالمسألة الكردية، أشار إلى أن مشروعه «يختلف عن المشاريع المطروحة، إذ إنه يقوم على الاندماج، بوصفه حلاً للأزمة التركية والحفاظ على الحقوق والحريات وجعل كل شخص وكل مجموعة إثنية جزءاً من الأمة» التركية.
(الأخبار)