بالتزامن مع الحملة العسكرية التي يشنّها الجيش في سوات والهزيمة التي يلحقها بـ«طالبان»، وقعت سلسلة هجمات متلاحقة، أمس، في أماكن متفرقة أدّت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، بينهم جنود. هجمات تحمل بصمة «طالبان»، التي توعدت بـ«الجهاد» إثر تراجعها من سوات، وتبنّيها هجوم لاهور الذي وقع أول من أمس. ووقع انفجار مزدوج في سوق «قيسا خواني» المكتظ في بيشاور تبعه إطلاق نار على يد قناصين، ما أدى إلى سقوط 8 قتلى و100 جريح. وقال شهود عيان إن عبوة أولى أدت الى اندلاع حريق كبير في سوق كباري الواقعة في شارع ضيق. وبعد دقائق، انفجرت عبوة ثانية في سوق آخر. وأوضح محقق الشرطة، شفقت مالك، أن «قنبلتين موقوتتين منفصلتين زرعتا في دراجتين ناريتين وانفجرتا في وقت متلاحق». وفي الهجوم الثالث، اقتحم انتحاري بسيارة مفخخة نقطة تفتيش للشرطة على مشارف بيشاور، ما أدى الى مقتل 5 جنود، بحسب مسؤولي الشرطة. وقال رئيس شرطة مدينة بيشاور، صفات غايور، إن الهجوم وقع في سارا خاوار على مشارف بيشاور.
وذكر مسؤول أمني أن اشتباكاً مسلحاً اندلع بعد ذلك بين الشرطة والمتمردين وقُتل أحد المسلحين في الاشتباك الذي جرى قرب موقع الانفجار، واعتقل مسلحان اثنان.
وبعد ساعات قليلة من الانفجارات الثلاثة، وقع هجوم رابع في مدينة ديرة اسماعيل خان (شمال غرب)، بطريقة مشابهة حيث هز انفجار ضخم ناجم عن عبوة ناسفة، المدينة، حسبما أعلنت الشرطة التي رجحت وقوع ضحايا.
وأعلنت حركة «طالبان» مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع في مدنية لاهور أول من أمس مستهدفاً قلب المؤسسة الأمنية الباكستانية، وذهب ضحيته 24 قتيلاً من بينهم 13 شرطياً، و300 جريح، وذلك انتقاماً لهجمات الجيش على المسلحين في المناطق الشمالية الغربية. وقال أحد قادة الحركة، حكيم الله محسود، إنه يتحدث باسم زعيم الحركة بيعة الله محسود. وأضاف «نحن نعلن مسؤوليتنا عن هجوم لاهور الانتحاري، إنه ثأر لعملية سوات العسكرية». وأوضح أنه «إذا شنّت الحكومة، بإيعاز من أميركا، عدداً أكبر من العمليات ضدنا، فإننا سنستهدف عدداً أكبر من المرافق الحكومية». ودعا «مواطني باكستان الى الخروج من المدن لأننا سنشن عدداً أكبر من هذه الهجمات الكبيرة، وعمليات أخطر من هذه وسنستهدف المباني والأماكن الحكومية».
(أ ب، يو بي آي، أ ف ب، رويترز)