يزور وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، روسيا مطلع الشهر المقبل. هي محاولة لإبراز خطر الملف النووي الإيراني وتحريض الجانب الروسيّ على حليفته «الإرهابية» إيران. في المقابل، سينصبّ اهتمام موسكو على «مؤتمرها الشرق أوسطي»
موسكو ــ حبيب فوعاني
أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية، أندريه نيستيرينكو، أمس، أن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، سيصل إلى موسكو في الأول من حزيران المقبل، للمرة الأولى منذ توليه هذا المنصب. وذكرت السفارة الإسرائيلية في روسيا أن ليبرمان سيبحث مع الجانب الروسي «المسارات السياسية والتهديدات الجيوسياسية في المنطقة، والاقتراح بإجراء حوار استراتيجي بين الدولتين، إضافةً إلى المشاكل الملحّة التي تتطوّر في المدة الأخيرة».
غير أن نيستيرينكو أوضح أن الجانب الروسي ينتظر شرحاً من ليبرمان لتصورات الحكومة الإسرائيلية الجديدة للتسوية في الشرق الأوسط، مضيفاً أنه «بهذا الصدد، تنوي موسكو عرض تصوراتها أيضاً، ولا سيما أنها أوضحت عدة مرات أنها ستعلن عن موعد المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط فور تحديد الحكومة الإسرائيلية الجديدة خطها السياسي».
وذكرت إذاعة «صوت إسرائيل» أن «زيارة ليبرمان ستكون موسّعة في موسكو، حيث سيستقبله إضافة إلى نظيره الروسي سيرغي لافروف، الرئيس ديمتري مدفيديف، ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين». ولم تستبعد صحيفة «فريميا نوفوستي» أن يكون نائب رئيس الوزراء سيرغي إيفانوف أيضاً من بين المستقبلين. غير أنه لم تظهر حتى الآن أي معلومات على موقعي الكرملين ورئاسة الوزراء الإلكترونيّين تؤكد استقبال مدفيديف أو بوتين لليبرمان كما جرت العادة قبيل زيارات الضيوف الأجانب إلى موسكو. ويبدو أن ذلك سيتوقّف على مدى نجاح المباحثات في الخارجية الروسية.
وأوضحت الصحيفة أن «مباحثات لافروف وليبرمان ستتناول أساساً مؤتمر موسكو، في ضوء تلميحات لافروف الأخيرة إلى توسيع المؤتمر، ودعوة حزب الله وحماس إلى المشاركة فيه، وخصوصاً أن ليبرمان كان قد صرح برفض تل أبيب حضوره إذا شارك فيه هذان الجانبان بأي شكل من الأشكال». وتتوقع «فريميا نوفوستي» أن يطالب الجانب الروسي ليبرمان «برفع الحصار عن المناطق الفلسطينية، وإيقاف النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية».
في المقابل، يرى الخبراء أن الموضوع الأساس الذي سيطرحه «خبير التهديدات الاستراتيجية» الإسرائيلي على طاولة المباحثات مع لافروف، سيكون الملف النووي الإيراني. الموضوع الأكثر إلحاحاً بالنسبة إلى إسرائيل، سيحمله ليبرمان أيضاً في الثالث من الشهر المقبل إلى العاصمة البيلاروسية مينسك، حيث سيلتقي المسؤولين البيلاروسيين، ويبحث معهم العلاقات الثنائية، بما في ذلك في المجالين الاقتصادي والثقافي. وخلال مناقشة القضايا السياسية، سيعرب ليبرمان عن «قلقه إزاء النهج البيلاروسي في التعاون الوثيق مع إيران، الدولة التي تمثل خطراً جيوسياسياً خطيراً على إسرائيل»، كما جاء في بيان للخارجية الإسرائيلية أُرسل إلى وكالة «إنترفاكس» الروسية.
وكانت بعض المصادر قد أكدت لموقع «ديبكا» الاستخباري الإسرائيلي في موسكو، توصّل طهران ودمشق إلى اتفاق مع الجانب البيلاروسي بشأن «تزويدهما بصواريخ إسكندر ـ إم» عبر مينسك، وأن سوريا وإيران تحاولان الآن «الاتفاق مع بيلاروسيا على تزويدهما بمنظومات الدفاع الجوي الصاروخية الفعّالة إس ـ 300». وإضافةً إلى ليبرمان الطامح إلى إقامة «حوار استراتيجي» مع موسكو، يسعى وزير الدفاع الإسرائيلي السابق شاؤول موفاز إلى تحقيق «شراكة استراتيجية» مع روسيا، وينوي زيارة العاصمة الروسية الصيف المقبل.


أعلنت صحيفة «فريميا نوفوستي» أن «مباحثات لافروف ونظيره أفيغدور ليبرمان (الصورة) ستتناول أساساً مؤتمر موسكو، في ضوء تلميحات الأول إلى دعوة حزب الله وحماس إلى المشاركة فيه، وخصوصاً أن ليبرمان كان قد صرّح برفض تل أبيب حضوره إذا شارك فيه هذان الجانبان».