طهران ــ محمد شمصألقى التفجير، الذي استهدف مسجداً مكتظاً بالمصلّين في مدينة زاهدان (جنوب شرق) الإيرانية، بظلاله على مواقف القادة السياسيين عشية الانتخابات الرئاسية في إيران، فيما شهدت عاصمة إقليم سيستان بلوشستان حدثاً أمنياً آخر، حين أطلق مجهولون النار على مركز انتخابي للرئيس محمود أحمدي نجاد، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص، بينهم طفل.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، إن المعتدي كان يقود دراجة نارية، حين أطلق النار مساءً على مجموعة من الناس في المركز الانتخابي التابع للرئيس نجاد في عاصمة سيستان بلوشستان، التي تشهد توترات أمنية بين وقت وآخر، لأسباب مذهبية وأخرى تتعلق بتهريب المخدرات من أفغانستان الى الأراضي الايرانية.
وعن التفجير، الذي استهدف مسجداً في زاهدان أول من امس، وأودى بحياة واحد وعشرين مصلياً وثمانين جريحاً، رأت طهران أن هذا «العمل الإرهابي هو محاولة لإيقاظ الفتنة بين المسلمين الشيعة والسنة في محافظة سيستان وبلوشستان»، ذات الغالبية السنية، بالإضافة إلى «تعكير وتوتير أجواء الانتخابات» المقررة في 12 حزيران المقبل. واتهم عضو مجلس الخبراء، إمام جمعة طهران، آية الله أحمد خاتمي، إسرائيل وأميركا، بالوقوف وراء هذا التفجير، مضيفاً «رغم أن المنفّذين المباشرين لهذه الجريمة البشعة هم من السلفيين الخبثاء، إلا أن بصمات أميركا وإسرائيل واضحة عليها».
في غضون ذلك، ألقت قوات الأمن الايرانية، بعد ساعات من الانفجار، القبض على مجموعة من ثلاثة عناصر ضالعة في التفجير. وكشفت أنها عطلت عبوة ثانية زرعت في محيط المسجد المستهدف. وأعلنت السلطات المحلية في المحافظة الحداد العام مدة ثلاثة أيام.
من جهة ثانية، جدّد نجاد شروطه للدخول في أي حوار مع الادارة الاميركية، «وأهمها تكافؤ الشروط لدى الطرفين». وذهب نجاد أبعد من ذلك ليعلن استعداده للتعاون مع الأميركيين في إدارة العالم وإيجاد حلول لقضاياه، ومنها نزع أسلحة الدمار الشامل.
ورد نجاد على منتقدي ممارسات حكومته في موضوع الحريات، قائلاً «فلتكتب ثلاثون صحيفة عنّي ما شاءت. ليذوقوا أكثر طعم الحرية».
في المقابل، وضع المرشح الإصلاحي المنافس لنجاد، مير حسين موسوي، تصوره لحل القضية النووية وموضوع الحوار مع الولايات المتحدة في حال فوزه بكرسي الرئاسة. وأوضح أن «ثمة عاملين أساسيين للدخول في مفاوضات ناجحة مع الاميركيين وحل القضايا العالقة بين طهران وواشنطن: الأول، تغيير إيجابي في سلوك الإدارة الأميركية. والثاني، توسيع إيران لدائرة علاقاتها الخارجية مع دول العالم مع الحفاظ على المصالح الوطنية».
موسوي، الذي اقترب في موقفه من نجاد لجهة الحوار مع الاميركيين، اختلف معه بشأن الملف النووي. وأعلن «ضرورة استئناف الحوار مع الدول الست الكبرى وغيرها من دول العالم إذا ما اقتضت الحاجة لإنهاء هذه القضية».
وفي الشأن الانتخابي، اعترف موسوي بأن «وجود مرشحَيْن للإصلاحيين (في إشارة الى مهدي كروبي) مشكلة»، لكنه قلّل من أهميتها، معتبراً أنها «ليست خطراً» عليه أو على الإصلاحيين.