يبقى المجتمع الدولي في حيرة من العقوبات التي يمكن أن يفرضها على كوريا الشمالية، فالبلد الواقع تحت الحصار، ويعيش الملايين من شعبه على المساعدات الحكومية قد ذاق الأسوأ، فما هي العقوبات التي يمكن أن تضع حداً لـ«استفزازاته»
أفادت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب)، أن كوريا الشمالية أطلقت أمس، صاروخاً قصير المدى قبالة سواحلها الشرقية، بعد قيامها في مطلع الأسبوع بتجربة نووية وإطلاق خمسة صواريخ. وبحسب وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، فمنذ تجربتها النووية الجديدة الاثنين، التي كانت موضع إدانة من مجلس الأمن الدولي، لا تزال كوريا الشمالية تظهر علامات على استعدادها لإطلاق صاروخ قصير المدى من ساحلها الغربي، وذلك بعدما أطلقت ستة صواريخ من ساحلها الشرقي. ويشار إلى أن الصاروخ هو نوع جديد من صواريخ أرض جو، المقدّر مداه بـ260 كيلومتراً.
وعلى مستوى تطورات العلاقة مع مجلس الأمن، حذرت بيونغ يانغ، أمس من أن فرض عقوبات دولية عليها سيؤدي إلى إجراءات «دفاع شرعي»، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية. ونقلت الوكالة عن وزارة الخارجية «أنه في حال محاولة مجلس الأمن الدولي القيام بإجراءات استفزازية جديدة، فلن يكون أمامنا خيار سوى اتخاذ المزيد من تدابير الدفاع عن النفس». وأضافت «أن أي تحركات عدائية من جانب مجلس الأمن الدولي ستكون بمثابة إبطال اتفاقية هدنة الحرب الكورية». وأضاف البيان «إن لصبرنا حدوداً»، متهماً مجلس الأمن بالهرطقة. وفي السياق، رأت كوريا الشمالية، أن تجربتها النووية الثانية التي أجرتها الأسبوع الجاري، كانت بمثابة إجراء للدفاع عن النفس، رداً على عقوبات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة على إطلاقها للصاروخ في 5 نيسان.
في هذه الأثناء، لا يزال مجلس الأمن، الذي يفكر في عقوبات قوية ضد التجربة النووية الكورية الشمالية، يتحرك ببطء نحو قرار يحتوي على الأرجح على عقوبات، في وقت أشار فيه دبلوماسيون إلى أن مشروع القرار لن يقدّم قبل الأسبوع المقبل.
من جهته، رأى وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، أن «الحالة لم تصل إلى حد الأزمة، ولا توجد حاجة إلى إرسال المزيد من الجنود الأميركيين إلى كوريا». وأضاف «لا اعتقد أن أحداً في الإدارة الأميركية يعتقد أن هناك أزمة».
وعلى صعيد آخر، أشار مصدر إلى أن سفن الصيد الصينية، التي تعمل بالقرب من خط الحدود الشمالي، بدأت الانسحاب، أول من أمس، مضيفاً إن السلطات العسكرية تحاول التوصل إلى ما إذا كانت كوريا الشمالية قد طلبت منها ذلك أم لا.
يشار إلى أن الكوريتين تعدّان من ناحية فنية في حالة حرب، حيث إن الحرب الكورية 1950 ـــــ 53 انتهت بهدنة، لا باتفاقية سلام، وعلى الرغم من إعلان بيونغ يانغ عدم الالتزام بها، قالت الناطقة باسم وزارة التوحيد الكورية الجنوبية، لي جونغ جو، إن الاتصالات البحرية بين الكوريتين لم تنقطع بالرغم من مشاركة كوريا الجنوبية في المبادرة الأمنية لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، وتصاعد التوتر بين الكوريتين. ولفتت إلى أن السفن الكورية الشمالية تبحر في المياه المشتركة بين الكوريتين.
وأوضحت انه بالرغم من إعلان كوريا الشمالية إبطال مفاعيل الاتفاق، فإن الوزارة لم ترصد «أية حالات غير طبيعية في مجمع كايسونغ الصناعي وغيره من المواقع الخاصة بالتبادلات المشتركة بين الكوريتين».
(ا ف ب، ا ب، يو بي آي، يونهاب)