أوباما يعدّ لإعلان ولادة «قيادة عسكريّة» تخوض معارك في «الفضاء الرقمي»بعدما نجح القراصنة الإلكترونيون في اختراق الأنظمة الدفاعية للولايات المتحدة والعديد من الدول، والدخول إلى ملفات حساسة في الإدارات الحكومية، يبدو أن واشنطن قررت شنّ الحرب عليهم وإنشاء قيادة عسكرية لذلك
ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، أن وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» تخطط لإقامة قيادة عسكرية للفضاء الإلكتروني، وتعزيز قدرات هذه الوحدة للتحكم في الحرب الإلكترونية دفاعاً وهجوماً. ونقلت عن مسؤولين قولهم إن إدارة باراك أوباما ستعلن إنشاء مكتب تابع للبيت الأبيض يرفع تقاريره لكل من مجلس الأمن القومي ومجلس الاقتصاد القومي، ويدير جهوداً بمليارات الدولارات لضبط الدخول إلى أجهزة الحكومة وحماية النظام الذي يدير البورصة، وحرية المعاملات المصرفية العالمية، وإدارة نظام الحركة الجوية.
لكن المسؤولين قالوا إن أوباما لم يطّلع رسمياً على خطة البنتاغون، وإنه لن يناقشها يوم الجمعة (أمس) حين يعلن إنشاء المكتب التابع للبيت الأبيض المسؤول عن التنسيق بين القطاع الخاص والحكومة في مجال الدفاع ضد الهجمات الإلكترونية التي تستهدف الولايات المتحدة والحكومات الأجنبية يومياً من قراصنة الأجهزة الإلكترونية.
وقالت الصحيفة إنه يتوقع أن يصدر أوباما قراراً في الأسابيع المقبلة يتعلق بإنشاء قيادة عسكرية إلكترونية، مشيرةً إلى أن ذلك اعتراف بأن الولايات المتحدة لديها عدد متنامٍ من أجهزة الكومبيوتر في ترسانتها العسكرية وعليها أن تحضر استراتيجيات لاستخدامها، كسلاح ردعي إلى جانب الأسلحة التقليدية، في أي نزاعات مستقبلية محتملة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أنه إضافة إلى الورقة الاستراتيجية غير المصنفة التي سيصدرها أوباما الجمعة، فإنه يتوقع أن تصدر مجموعة من التوجيهات الرئاسية تضع المسؤوليات العسكرية الجديدة، وتحدد كيفية تنسيق مهمتها مع «الناسا».
كذلك سيركز إعلان أوباما بأحادية على الخطوات الدفاعية وإقرار الحكومة بحاجتها إلى التنظيم بطريقة أفضل كي تواجه الخصوم الذين يهاجمون الأنظمة العسكرية والتجارية والحكومية.
وسيدير المكتب أعلاه «قيصر فضائي»، لكن بحكم موقعه لن تكون لديه اتصالات مباشرة مع الرئيس، لذا قالت الصحيفة إن بعض الخبراء يعتقدون أنه ليس مركزاً رفيع المستوى بما فيه الكفاية كي ينهي سلسلة من الحروب البيروقراطية التي فرضت رصد مليارات الدولارات رصداً مفاجئاً ضدّ هذه التهديدات الإلكترونية. ولفتت إلى أن المشكلة الأساس تتمثل في ما إذا كان «البنتاغون» أو وكالة الأمن القومي سيتولى القيادة في خوض المعركة ضدّ هجمات القراصنة. ولا يزال هناك اقتراح تجري مناقشته حول إشراك فريق من وكالة الفضاء «الناسا» في القيادة العسكرية. لكن لم يوضح بعد ما إذا كانت القيادة العسكرية الجديدة أو «الناسا» أو كلاهما، سوف يقود فعلياً هذا النوع من العمليات الدفاعية الإلكترونية.
وهناك جزء من النقاش يدور حول مدى السيطرة التي يمكن أن يُعطى لوكالات الاستخبارات الأميركية، بما أنهم ممنوعون من العمل فوق الأرض الأميركية. وقال مسؤول استخباري رفيع المستوى إنّ «المشكلة الأكبر في الاستخبار الداخلي»، مضيفاً أن «تلك الهجمات تبدأ في دول أخرى، لكنها لا تعرف حدوداً، لذا كيف ستحاربهم، إذا لم تكن قادراً على التحرك داخل الولايات المتحدة وخارجها».
وقالت الصحيفة إن قرار إنشاء وحدة قيادة الفضاء الإلكتروني يمثّل خطوة أساسية بعيدة عن الخطوات التي قامت بها إدارة جورج بوش، التي لم تقدم أبداً إجابة عن كيفية استعداد الحكومة لحقبة جديدة من القتال حول الشبكات الرقمية.
وذكرت أن وزير الدفاع، روبرت غيتس، دفع «البنتاغون» كي يكون أكثر تنظيماً لمواجهات التهديدات الأمنية. وأضافت أن القيادة الجديدة ستركز على تنظيم العناصر والقدرات الموزعة الآن على القوات المسلحة الأربعة.
وقال المتحدث باسم «البنتاغون»، بريان ويتمان: «نحن لسنا مرتاحين لمناقشة الأسئلة المتعلقة بعمليات الدفاع الرقمية، لكننا نرى أنّ الفضاء الإلكتروني مجال حربي للقتال». وأضاف: «نحتاج إلى تعزيز قدرتنا على العمل في هذا المجال (الرقمي) كما أي ميدان قتالي، الذي يتضمن حماية حريتنا بالحركة وحفظ قدرتنا على التصرف في تلك البيئة».
وتوقع المسؤولون المدنيون والعسكريون في الوزارة أن تكون القيادة الجديدة مقرّاً للتنسيق تحت لواء القيادة الاستراتيجية العسكرية، التي تسيطر على العمليات النووية والدفاعات الرقمية، لكنهم رجحوا أن تصبح قيادة مستقلة. وأشار المتحدث باسم الوزارة، إريك باترباف، إلى أنه «لم يتخذ أي قرار بهذا الشأن بعد»، موضحاً «ما إن انتهى البيت الأبيض من مراجعة سياسية الفضاء الإلكتروني لمدة 60 يوماً، نتطلع كيف يمكن أن تنظم الوزارة نفسها أفضل لتأدية دورها في تطبيق سياسة الإدارة للفضاء الإلكتروني».
(الأخبار)