strong>تواجه روسيا مجدّداً خروج إحدى دول الاتحاد السوفياتي السابق عن طاعتها نحو الغرب. هذه المرة بيلاروسيا، التي أعلنت أمس أنه «ينبغي التوجّه للبحث عن النجاح في جزء آخر من العالم»
ها هي بيلاروسيا تنضم إلى سلسلة الدول الأوروربية الشرقية المعادية لروسيا، وذلك بعدما أعلن رئيسها، ألكسندر لوكاتشنكو، أمس، أنه «لم يعد يترتّب على بلاده أن تنحني أمام روسيا، وبات عليها البحث عن النجاح عبر الاقتراب من شركاء آخرين»، في إشارة إلى الاتحاد الأوروبي. وقال إنه «إذا لم تجر الأمور مع روسيا بطريقة جيدة، فلا داعي إلى الانحناء، ولا داعي إلى الشكوى والبكاء. ينبغي التوجه للبحث عن النجاح في جزء آخر من العالم».
وتابع لوكاتشنكو قائلاً: «نحن بحاجة إلى البحث عن سعادتنا على جزء آخر من هذا الكوكب. أقول ذلك علناً وبكل وعيي. وابتداءً من هذا اليوم، انتهى ذلك الوقت وقد بدأ آخر».
وجاء كلام لوكاتشنكو غداة زيارة رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إلى مينسك، أول من أمس، التي وصفتها الصحافة الروسية بـ«المتوترة». توترٌ كان قد بدأ في الفترة الأخيرة على خلفية رغبة بيلاروسيا في الانضمام إلى خطة الشراكة الأوروبية الشرقية، إلى جانب أرمينيا وأذربيجان وجورجيا وأوكرانيا ومولدافيا، بهدف تعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.
وقد تفجّر غضب لوكاتشنكو بعدما قال وزير المالية الروسي، ألكسي كودرين، إن «بيلاروسيا رفضت تسلّم 500 مليون دولار من القرض الروسي الى مينسك، لأنها لا تريد أن تحصل على المال بالروبل (العملة الروسية).
في هذا الوقت، اقترح بوتين على الاتحاد الأوروبي إنشاء صندوق دولي لتمويل عمليات شراء الغاز الروسي من جانب أوكرانيا، وتفادي أزمة غاز جديدة، كما أعلن نائب رئيس الوزراء إيغور سيتشين. وأوضح أنه «في حال قبول اقتراحنا، وإذا أبدت أوروبا اهتماماً بمنح أوكرانيا قروضاً، فإن روسيا ستبحث إمكان المشاركة في هذا الصندوق».
من جهته، قال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو أنه «يريد إثارة الصعوبات التي تواجهها أوكرانيا في تسديد فاتورة الغاز الروسي أثناء قمة الاتحاد الأوروبي في 18 و19 حزيران، فيما تلوح في الأفق أزمة غاز جديدة». وفي معرض حديثه عن تلقيه رسالة بوتين بشأن هذه المشكلة، أوضح أنه «وعد بوتين بإثارة هذه المسألة مع رؤساء الدول والحكومات في حزيران ليرى ما يمكن القيام به».
(أ ف ب)