غداة نجاح كولومبو في تجنب الخضوع لتحقيق دولي في جرائم حرب، أشارت معلومات صحافية إلى سقوط 20 ألف مدني ضحية نزاعها مع التاميل

رأت الأمم المتحدة، أمس، أنّ عدد المدنيين القتلى في سريلانكا خلال الأشهر الأخيرة من النزاع بين الجيش والمتمردين التاميل «غير مقبول»، فيما تحدثت معلومات عن سقوط 20 ألف مدني. وقالت إليزابث بيرز، المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إنّ عدد الضحايا المذكور في وسائل إعلام عدة يمثّل «تقديرات تستند إلى مصادر مطلعة» سلمت إلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة خلال اجتماعات خاصة. وقالت: «من المؤكد أنّ لدينا هنا تقديرات تستند إلى مصادر مطلعة، وليست أرقاماً دقيقة يمكن التحقق منها».
وأكدت بيرز أنّ «الأمم المتحدة لم تخف معلومات عن معاناة الضحايا المدنيين»، مذكرةً بأن المنظمة أعلنت «علناً ومراراً» أنّ عدد القتلى خلال الأشهر الأخيرة كان «مرتفعاً بما ليس مقبولاً». ولفتت إلى أنّ «الأمم المتحدة أعربت عن قلقها في هذا الشأن لحكومة كولومبو وغيرها من الأطراف المعنيين».
في المقابل، أقرّت مصادر في وكالات أممية عدة في جنيف بأنها خضعت لضغوط بشأن تصريحاتها عن سريلانكا، وخصوصاً في ما يخص حصيلة الضحايا.
وفي السياق، أفادت صحيفة «ذي تايمز» البريطانية، أمس، بأنّه إضافة إلى التقديرات السرية التي تحدثت عن مقتل 7 آلاف مدني حتى نهاية نيسان، يجب إضافة ألف قتيل مدني يومياً حتى 19 أيار، بحسب مصادر الأمم المتحدة.
وأكدت الصحيفة أنّ الحصيلة وصلت إلى أكثر من عشرين ألف مدني خلال الأسابيع الأخيرة من النزاع، الذي «انتصر» فيه الجيش السريلانكي على حركة «نمور تحرير إيلام تاميل» في معارك طاحنة شهدتها منطقة ضيقة علق فيها آلاف المدنيين.
بدورها، أفادت صحيفة «لوموند» الفرنسية استناداً إلى مصادر في الأمم المتحدة، بأنّ عدد الضحايا المدنيين الصحيح لم ينشر من باب حفظ ماء الوجه مع كولومبو.
وكان مقاتلو التاميل قد اتُّهموا باحتجاز عشرات آلاف المدنيين في المنطقة الساحلية الضيقة التي حوصروا فيها خلال معارك الأشهر الأخيرة، بينما يشتبه في أنّ القوات الحكومية قصفت تلك المنطقة عشوائياً. من جهة أخرى، أكّد المتحدث باسم الجيش السريلانكي، الجنرال يودايا ناناياكارا، أول من أمس، أنّ أقارب زعيم متمردي نمور تحرير إيلام تاميل، فيلوبيلاي براباكاران، الذي قتل قبل عشرة أيام بأيدي الجيش، لاجئون في مخيم شمال الجزيرة. وقال: «لقد تم التعرف إليهم في مخيم مانيك فارم، وهم ليسوا في عداد المشتبه فيهم».
(أ ف ب، رويترز)