بات الجيش الباكستاني قاب قوسين أو أدنى من الظفر وإنهاء الحملة العسكرية في سوات ضدّ «طالبان»، التي بدأها منذ شهر، لكنها خلّفت وراءها أزمة إنسانية كارثية.وقال وزير الدفاع، سيد أطهر علي، خلال مؤتمر إقليمي عن الأمن في سنغافورة، إن «العمليات العسكرية في سوات وبونر والمناطق المجاورة تكاد تنتهي تماماً». وأضاف «لم يبقَ سوى 5 إلى 10 في المئة من العمل الواجب إتمامه، ونأمل سحق جيوب المقاومة خلال يومين أو ثلاثة أيّام».
وعن أمن القنبلة النووية، جدّد علي تأكيده على أن الترسانة النووية لن تقع في أيدي متشدّدين، لأن بلاده تراجع دائماً الإجراءات الأمنية، وتحصل على المساعدة من دول صديقة من دون أن يسمّيها. وقال «نحن في غاية الثقة». وأضاف «أعتقد أن ذلك يخضع لمراجعة دائمة. سيكون هناك دائماً تطوير في الإجراءات التي تتّخذ في ما يتعلق بالأمن والقيادة والسيطرة».
وكان الجيش قد أعلن، أول من أمس، أنه استعاد السيطرة على مينغورا كبرى مدن سوات، والمحطة الأساسية في هجومه على المسلّحين بعد معارك ضارية. وقال المتحدث، أطهر عباس، إن «قوات الأمن تسيطر على المدينة، وقد انتهت معركة مينغورا»، مؤكداً أن تلك المدينة «باتت الآن تحت سيطرة الجيش تماماً». وأضاف إن الأمن يسود مينغورا، لكن المعارك متواصلة في مناطق أخرى من سوات الجبلية، حيث تواجه القوات الحكومية عناصر «طالبان».
وأشار الجيش إلى أنه قتل 28 مسلحاً، وخسر سبعة من رجاله في حوادث منفصلة في المناطق القبلية في وزيرستان الجنوبية الحدودية مع أفغانستان شمال غرب البلاد. وأكد أنه قتل 1100 من مقاتلي «طالبان» منذ بداية الهجوم في أقاليم دير السفلى وبونر وسوات، وأنه لم يخسر سوى 66 من رجاله، لكنه لم يشر إلى سقوط مدنيين، مكتفياً بالقول إنه يبذل كل ما في وسعه لتفاديها لكن «يستحيل تجنّبها» تماماً.
أمام الوضع المأساوي للمدنيين جراء المعارك، أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن «قلقها البالغ» حيال الوضع الإنساني في سوات بعدما تمكّنت من الوصول إلى هذه المنطقة للمرة الأولى منذ بداية أيار. وكانت قد بدأت الدول، بالتزامن مع الحملة العسكرية، بإرسال المساعدات الإنسانية، وأرسلت أمس السعودية طائرة محمّلة بمواد إغاثية وإنسانية للنازحين. وقام القائم بالأعمال في السفارة السعودية لدى إسلام آباد، عبد الله بن مرزوق الزهراني، بتسليم المساعدات للحكومة الباكستانية إثر وصول الطائرة إلى إسلام أباد، وقال «هذه هي الطائرة الأولى ضمن مجموعة من الرحلات تحمل ما يزيد على 600 طن من المواد الغذائية والأدوية والخيام وغيرها من المواد الإغاثية».
(أ ف ب، رويترز)