خاص بالموقع | 12:54 AMنيويورك ـ نزار عبود
الاعتماد على قوات حفظ السلام الدولية في تجميد النزاعات ريثما يتم إيجاد حلول لها، غالباً ما لا يحقق النتائج المرجوة. فالمعالجة المؤقتة تصبح دائمة، والقوات الدولية في لبنان وقبرص والكونغو، وكلّ مكان تقريباً، مستمرة عقوداً في انتظار حدوث تغييرات قد لا تُرى في الأفق. تلك القوات تعجز حتى عن حماية نفسها في كثير من الحالات، فضلاً عن حماية المدنيين.
ضاعفت الأمم المتحدة عدد قوات حفظ السلام 4 مرات خلال أقل من عقد، وأصبحت أعباؤها لا ترهق الميزانيات الدولية وحسب، بل تضع ضغطاً كبيراً على عاتق الدول المشاركة فيها من الناحيتين المادية والبشرية. لذا تنوي بريطانيا وفرنسا طرح مراجعة عامة لنمط عمل قوات حفظ السلام، كما صرّح مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة، جون سوارز، في لقاء مع مراسلي الأمم المتحدة نهاية الأسبوع الفائت. مراجعة ترمي إلى تعزيز فكرة بناء السلام في تلازم مع عملية حفظ السلام، وتحديد الكثير من الأمور الأخرى المتعلقة بقرارات مجلس الأمن، سواء بالنسبة إلى الدول المموّلة، أو الدول التي تسهم في قوات القبعات الزرق. وهو يرى أن مهمة الأمم المتحدة على هذا الصعيد ستبقى حيوية.
يقول سوارز إن «حفظ السلام هو من الخصائص الفريدة للأمم المتحدة. فنشرُ القبعات الزرق لتنفيذ مهمات محددة متاح فقط للأمم المتحدة، وليس هناك من منظمة أخرى بوسعها تنفيذ مهمات كهذه. لذا، هناك مستقبل مهم لبعثات حفظ السلام، وستبقى القوات إحدى الخصائص والمزايا الرئيسية للأمم المتحدة».
مع ذلك، فإن عمليات حفظ السلام تتجه نحو أزمة، حسب تصوّره. إذ هناك حالياً 120 ألف نفر منتشرون في مختلف مناطق النزاعات. وهو رقم أعلى بكثير مما كان عليه في بداية القرن الحالي (لم يكن يتجاوز 25 ـــــ 26 ألفاً). وهذا يجري فيما وجدت الدول الأكثر استطاعة من الزاوية العسكرية، مثل الدول الأوروبية، نفسها تواجه مسؤوليات أمنية عدة في آن معاً. فهي تشارك في عمليات في أفغانستان والعراق.
وأشار المسؤول البريطاني إلى المشاكل الأخرى التي تعتري عمل مجلس الأمن. وقال «نواجه مشاكل عدة. لقد عدنا للتو من زيارة للاتحاد الأفريقي الذي يسعى إلى بناء قدراته. ولدينا القوة الهجينة في دارفور، التي تجاهد من أجل أن يكون لها تأثير في رفع قدراتها إلى الحد المتوخّى. وهناك بعثة أميسون العسكرية في الصومال، التي بنينا طريقة لدعمها من خلال الأمم المتحدة. لذا رسمنا طريقاً للتقدم. ولقد أجرينا، نحن والفرنسيون، هذه المراجعة الشاملة، لأننا أدركنا أن هناك مشكلة تتربّص بنا. وهذه ليست رؤيتنا وحدنا، بل الأمانة العامة التي تقوم بشيء مماثل في مشروع «الآفاق الجديدة». وأعتقد أن هناك أفكاراً آخذة في التبلور في المشروع الذي تعمل عليه سوزانا ماركورا وألان لوروا من شعبة حفظ السلام».
كل هذه الأمور ستراجع وتجمع لرفعها أمام مجلس الأمن الدولي في آب المقبل، عندما تتولى بريطانيا الرئاسة، كما أكد سوارز، مضيفاً «لقد أثرنا نقاشاً بشأن عمليات حفظ السلام بهدف اتخاذ مراجعة استراتيجية للمشاكل التي تواجهنا في 18 عملية للاتحاد الأفريقي».