يبدو أن كوريا الشمالية مصمّمة على إطلاق «قمرها الاصطناعي للاتصالات»، في بداية الشهر الجاري، في خطوة تهدد بأزمة دولية جديدة. وأعلنت كوريا الشمالية أنها ستضع في المدار، بين الرابع والثامن من نيسان، «قمراً اصطناعياً للاتصالات»، يفترض أن يحلّق فوق شمال أرخبيل اليابان، متذرّعة بحقها «الثابت» في تطوير برنامج فضائي مثل إيران، التي وضعت أول قمر لها في المدار في شباط الماضي.لكنّ الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان تؤكد أنها تجربة لإطلاق صاروخ بالستي بعيد المدى من طراز «تايبودوغ 2»، ولا يمكن أن يعرف مسبقاً ما إذا كانت كوريا ستطلق صاروخاً أو قمراً، لأن التقنيات متطابقة في العمليتين.
ووعدت الحكومة اليابانية، التي لم تتردد في نشر بطاريات مضادة للصواريخ في طوكيو ومحيطها، بإسقاط أي قذيفة تهدد أراضيها بسبب حادث أو خطأ في المسار.
وردّت بيونغ يانغ قائلة إن أي اعتراض لقذيفتها سيعتبر «عملاً حربياً»، وأي عقوبات للأمم المتحدة ستُعدّ «عملاً معادياً» سيؤدي إلى وقف المفاوضات السداسية بشأن تفكيك البرنامج النووي، التي تراوح مكانها حالياً.
ووجّهت كوريا الشمالية، عبر بيان إذاعي، تحذيراً من أن الجيش الكوري الشمالي «سيسقط طائرات الاستطلاع الأميركية إذا اخترقت أراضينا وتدخلت في عملية إطلاق القمر الاصطناعي السلمية».
كذلك، أعاد رئيس الوزراء الياباني تارو اسو والرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك تأكيد نيّتهما أخذ المسألة إلى مجلس الأمن.
ونقل نائب سكرتير الدولة للعلاقات العامة أوسامو ساكاشيتا عن الرئيس الكوري الجنوبي قوله، خلال لقائه اسو على هامش قمة العشرين في لندن، إن «اليابان عندها كل الحق لأخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية مواطنيها». أما اسو فرأى «أن أي إطلاق صاروخي كوري شمالي سيكون خرقاً واضحاً لقرار الأمم المتحدة»، مؤكداً أنّ «على اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة أن تعمل معاً».
لكنّ فرض عقوبات جديدة في الأمم المتحدة غير مرجّح، وستعرقلها على الأرجح روسيا والصين الحليفتان التقليديتان لكوريا الشمالية. ومع ذلك، دعت موسكو حليفتها إلى التخلّي عن عملية الإطلاق التي تؤجّج التوتر الإقليمي الحالي.
وستثير أي محاولة لمعاقبة كوريا الشمالية غضب بيونغ يانغ، التي هددت بإعادة تشغيل محطة إنتاج بلوتونيوم مخصّب بالدرجة المطلوبة لتصنيع أسلحة نووية، والانسحاب من محادثات نزع السلاح، إذا اتخذت الأمم المتحدة أي إجراءات ضدها.
وفي السياق، أعلن مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية أن شكل الحمولة في مقدمة الصاروخ قد يوحي بصدق زعم بيونغ يانغ أنه يحمل قمراً اصطناعياً.
(أ ف ب، رويترز، أب)