أجرى المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، سكوت غريشان، أمس مباحثات في الخرطوم هي الأولى له منذ تعيينه، في محاولةٍ لإقناع الرئيس السوداني عمر البشير بالتراجع عن قراره السابق طرد المنظمات الإغاثية الأجنبية. واستهل غريشان زيارته، التي ستمتد لعشرة أيام وتتخللها زيارة إلى إقليم دارفور ومنطقة أيبي في جنوب السودان، بلقاء وكيل وزارة الخارجية السودانية، مطرف صديق. وأكد، في ختام اللقاء، أن «الولايات المتحدة والسودان يريدان أن يكونا شريكين، ونحاول إيجاد الفرص لتعزيز علاقاتنا الثنائية». وأضاف: «أتيت ويدي ممدودة، وعلى الحكومة السودانية أن تحدد كيف تريد مواصلة هذه العلاقة. وآمل أن يكون ذلك بيد ممدودة وبودّية»، محدداً هدفه من الزيارة بـ«التعلم». وقال: «أتيت إلى هنا من دون أوهام ومن دون أفكار مسبقة ومن دون حلول. أتيت الى هنا لأشاهد وأتعلم وأرى».
بدوره، قال صديق: «إننا بحاجة إلى الحديث عن الوضع الإنساني في دارفور...». وأضاف: «السودان يعترف بأن الولايات المتحدة دولة مهمة جداً في العالم، والسودان على غرار العديد من البلدان الأخرى يريد دائماً الحفاظ على علاقات جيدة جداً معها».
في هذا الوقت، بررت المفوضة العليا لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، حضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في قمة الدوحة، رغم وجود البشير. وقالت، في لقاء مع الصحافيين في جنيف: «لا بد أن يتحدث بان كي مون مع البشير، لأن للأمم المتحدة موظفين وبعثة في السودان. كان ضرورياً أن يحضر ذلك المؤتمر بصفته الأمين العام». وأضافت: «لا أظن أن من المعقول الانتظار من بان كي مون أن يبقى على هامش مؤتمر لمجرد وجود شخص مطلوب بمذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية».
وجاء التبرير بالتزامن مع تقرير نشرته صحيفة «التايمز» البريطانية، على موقعها الإلكتروني أمس، أكد أن بان يحاول أن ينأى بنفسه بقوة عن قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو. وقالت إن بان لم يظهر أي ترحيب بخطوة أوكامبو، وسبق أن دخل في سجال خلف الكواليس معه ورفض وضع مسألة الموافقة على عريضة الاتهام التي قدمتها المحكمة على جدول أعمال قمة السودان التي نظمها في عام 2007.
وأشارت الصحيفة إلى أن بان كرر مراراً رفضه الدعوة مباشرة إلى تسليم البشير إلى المحاكمة، مكتفياً بالقول إنه يجب «على الحكومة السودانية التعامل مع مسائل السلام والعدالة، وأن تستجيب كاملاً لقرار مجلس الأمن الرقم 1593». كذلك أكدت الصحيفة مواصلة الأمم المتحدة مساعيها لاحتواء تبعات المذكرة التي جاءت في صورة قرار للبشير بطرد عدد من منظمات الإغاثة الأجنبية من البلاد.
إلى ذلك، أعلن أمس نائب رئيس اللجنة الانتخابية السودانية، عبد الله أحمد عبد الله، أن العملية الانتخابية «تبدأ في شهر نيسان الحالي وتنتهي في شباط 2010».
(الأخبار، أ ف ب، أ ب، رويترز)