انعكس اللقاء الأميركي الروسي الإيجابي، أول من أمس، على بعض المواقف الداخلية والخارجية، التي رحبت بالاجتماع، وخصوصاً في ما يتعلق بالاتفاق على الملف النووي الإيراني وخفض ترسانتهما العسكرية، من دون أن يمنع ذلك بقاء التوتّر، ولا سيما لجهة توسّع «الأطلسي»غداة اللقاء الأول والإيجابي بين الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي ديمتري مدفيديف، صدرت بعض ردود الفعل الداخلية والخارجية. وأعرب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفدرالية الروسي، ميخائيل مارغيلوف، أمس، عن أمله أن يفتح لقاء الرئيسين صفحة جديدة في العلاقات بين الدولتين بعد فترة من الركود.
ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» عن مارغيلوف قوله إنّ «من غير الممكن إقامة صداقة متينة وشراكة بين الطرفين من خلال لقاء واحد فقط، لكنّ نتائج هذا اللقاء تؤكد أن التعاون الحقيقي قد بدأ». وأشار إلى أن «أهم نتيجة للقاء تتمثل في تمكّن الطرفين من تسوية الخلافات بشأن الملف النووي الإيراني».
ومن إيران إلى أفغانستان، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، أندريه نستيرينكو، إن بلاده «مستعدة للتعاون مع الولايات المتحدة في ما يتعلق بنقل معدات عسكرية إلى أفغانستان عبر أراضيها». وأضاف: «تطرح علينا أسئلة عمّا إذا كانت روسيا تنوي إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن نقل معدات عسكرية متجهة إلى أفغانستان عبر أراضيها»، معلناً «استعداد روسيا للتعاون في هذا الصدد». إلاّ أنه أضاف أن «واشنطن لم تتقدم بطلب رسمي بعد لمرور شحنات عسكرية عبر الأراضي الروسية».
ودولياً، رحبت فرنسا بقرار الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي ديمتري مدفيديف، البدء بمفاوضات طموحة تتعلق بخفض ترسانتهما النووية. وأعلن مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية، فريديريك ديزانيو: «ندعم مواصلة العملية الثنائية الأميركية الروسية لخفض الترسانتين النوويتين. لقد جعل الاتحاد الأوروبي من ذلك عنصراً هاماً في خطة عمله في مجال نزع الاسلحة».
وفي السياق، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في بيان، أن مديرها العام محمد البرادعي «أشاد بالبيان المشترك الذي صدر عن مدفيديف وأوباما وتفاءل به»، معرباً عن «ثقته بإرادة الرئيسين في التوصل إلى خفض يمكن التحقق منه في ترسانتيهما الاستراتيجية الهجومية».
في هذا الوقت، أعقب اللقاء الأميركي الروسي، قلق موسكو من توسع حلف الأطلسي. قلق عبر عنه إعلان نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو، بقوله إن «الانضمام إلى الأطلسي ليس على جدول أعمالنا في الوقت الحالي»، وذلك رداً على تصريحات وزير الخارجية البولندي الذي قال إنه سيكون «مرحباً بموسكو كعضو في الحلف».
ورغم إعلان غروشكو استعداد بلاده للتعاون مع الحلف، إلاّ أنه انتقد توسعه، وخصوصاً من خلال ضم أوكرانيا وجورجيا، الذي «قد يزعزع استقرار الوضع في أوروبا»، مضيفاً في مؤتمر عقد في موسكو لمناقشة مسألة منظومة الأمن الجديدة في أوروبا أمس، أن «تقارب الأطلسي وجورجيا دفع الأخيرة إلى القيام بعدوان على أوسيتيا الجنوبية في آب الماضي».
وتابع غروشكو أنه «رغم هذا العدوان، واصل الأطلسي اقترابه من جورجيا، وألّف معها لجنة مشتركة، وأكد التزاماته بمنحها عضويته في المستقبل». وشدد على أن السياسة الرامية إلى ضم أوكرانيا إلى الأطلسي «تؤجج الخلافات بين القوى السياسية الأوكرانية، وبالتالي تزعزع استقرار الوضع في هذا البلد».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)