h1>أعاد ربط الدرع الصاروخية بـ «التهديد الإيراني»... وأكد دعمه انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبيعرض الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمام نحو ثلاثين ألف شخص تجمعوا في ميدان هرادكانسكي أمام قلعة براغ التي تعود إلى العصور الوسطى، رؤيته لعالم خال من الأسلحة النووية، متعهّداً بأداء دور ريادي في ملفين دوليين شائكين «عُلّقا» خلال عهد سلفه: الانتشار النووي والاحتباس الحراري
تعهّد الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، بتحمّل المسؤولية الأخلاقية من أجل تخليص العالم من أسلحة الدمار الشامل، مجدّداً تأكيده اعتماد الحوار من أجل حلّ الأزمة النووية الإيرانية، ورابطاً بين نشر المنظومة الدفاعية في أوروبا وسعي إيران وراء النووي.
وفي خطاب استهلّه بسرد التاريخ الوطني لبراغ ونضالها ضدّ الشيوعية، مشيداً بثورتها المخملية عام 1989 «من دون إطلاق رصاصة واحدة»، واستقطع مرات عديدة بتصفيق الحشود، قال أوباما إن الأسلحة النووية «هي أخطر إرث من الحرب الباردة»، معلناً أن بلاده قد تستضيف قمة خلال السنة المقبلة لمعالجة خفض الأسلحة النووية.
وفي إطار رؤيته لعالم لانووي، رأى أوباما أن التصديق على حظر التجارب هو إحدى الخطوات الملموسة من أجل التقدم نحو عالم خال من النووي. ودعا إلى خفض دور الأسلحة النووية في استراتيجية الأمن القومي الأميركي، والتفاوض مع روسيا على اتفاقية جديدة لخفض الأسلحة الاستراتيجية بحلول نهاية العام الحالي، والبحث عن اتفاقية جديدة لإنهاء إنتاج المواد الانشطارية المستخدمة في الأسلحة النووية. وأكد أن إدارته ستسعى «بتصميم» لكي يصدّق مجلس الشيوخ الأميركي على معاهدة الحظر التام للتجارب النووية.
وقال أوباما إن «البعض يجادل في أنه محتّم علينا أن نعيش في عالم حيث تملك دول أكثر وأشخاص أكثر أسلحة الدمار الشامل»، مضيفاً أن «القدرية عدو مميت»، لأنه «إذا اعتقدنا أن انتشار الأسلحة النووية أمر لا مفرّ منه، عندها نقرّ لأنفسنا بأن استخدام الأسلحة النووية أمر لا مفرّ منهواستشهد أوباما بإطلاق كوريا الشمالية للصاروخ البالستي كي يؤكّد الحاجة إلى التصرّف «لا في مجلس الأمن فقط، بل في تصميمنا من أجل الحد من انتشار هذه الأسلحة». أما في ما يخصّ الحالة الإيرانية، فقال الرئيس الأميركي إن واشنطن تقدّم لها «خياراً واضحاً»، الانضمام إلى موقعها بين الدول عبر وقف أنشطتها النووية وتجاربها على الصواريخ البالستية أو مواجهة العزلة الدولية. وأكّد «أننا نؤمن بالحوار ونتمسك به»، لكنّه أشار إلى أنه «لا يمكن السماح لطهران بالحصول على السلاح النووي»، معتبراً أنه «أمر شديد الخطورة على الأمن والسلم الدوليين، وسيطلق سباق تسلّح في المنطقة».
وربط الرئيس الأميركي بين نشر منظومة الصواريخ الدفاعية في أوروبا والتهديد النووي الإيراني، قائلاً إن «الجمهورية التشيكية وبولندا أظهرتا شجاعة بموافقتهما على استضافة عناصر دفاعية ضد هذه الصواريخ. ما دام التهديد الإيراني ماثلاً، ننوي المضي قدماً في نظام دفاع جوي ستُضبط كلفته وإثبات جدواه». وبعث برسالة تقول: «إذا أُزيل التهديد، فإن القوة المحرّكة للصواريخ الدفاعية في أوروبا ستُزال».
وشدّد أوباما، في خطابه، على حق إيران في الحصول على الطاقة النووية السلمية، إلا أنه اشترط لذلك أن تخضع لتفتيش صارم من الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة.
وفي مقابل الدعوة إلى عالم خال من الأسلحة النووية، أكّد أوباما أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن الأسلحة النووية أحادياً، وأنها ستحافظ على ترسانة كبيرة كافية لتؤدي دوراً رادعاً.
وخلال قمة مشتركة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في العاصمة التشيكية، أعلن أوباما تأييده انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. وقال «على الولايات المتحدة وأوروبا أن تتعاملا مع المسلمين كأصدقائنا وجيراننا وشركائنا في التصدّي للظلم وعدم التسامح والعنف». وأضاف أن «التقدم نحو انضمام تركيا إلى الاتحاد سيمثّل إشارة مهمة إلى التزامكم في هذا الصدد، وسيؤكد أننا نواصل ربط تركيا بقوة بأوروبا».
لكنّ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي جدّد موقفه الرافض لانضمام تركيا إلى الكتلة الأوروبية، وقال «أعمل يداً بيد مع الرئيس أوباما، ولكن في ما يتعلق بالاتحاد الأوروبي، فإن القرار يعود إلى الدول الأعضاء».
وانضمت إليه أيضاً المستشارة الألمانيةأنجيلا ميركل، التي جددت تحفظاتها على انضمام تركيا إلى الاتحاد. وقالت إن إعلان أوباما في القمة دعمه المطلق لانضمام أنقرة للكتلة يندرج في إطار «تقاليد الولايات المتحدة». وأضافت «اعتقد أن قيام علاقة وثيقة مع العالم الإسلامي، وبصورة خاصة مع تركيا، هو بالنسبة إلينا أمر مهم».
وكان قد انتظر أوباما عند وصوله إلى براغ نحو 300 شخص تظاهروا رفضاً لمشروع الصواريخ الأميركية، رافعين لافتات «نعم، يمكننا أن نقول لا للدرع المضادة للصواريخ».
(الأخبار، أ ف ب، أ ب)