هيمن الوضع الأفغاني والعلاقات مع روسيا على قمة حلف الأطلسي، التي عقدت على مدى يومين في بادن بادن ـــــ ألمانيا وستراسبورغ ـــــ فرنسا، وانتهت بانتخاب أمين عام للحلف والاتفاق على إرسال تعزيزات إضافية إلى أفغانستان، وتأكيد المصالح المشتركة بين روسيا ودول الأطلسي.وأكّد «إعلان ستراسبورغ» الارتباط الوثيق بين أمن الدول الأعضاء في حلف الأطلسي والأمن والاستقرار في أفغانستان، والالتزام ببناء «أفغانستان ديموقراطية وألا تعود مأوى للإرهابيين»، مع التشديد على الترابط بين «وجود متطرفين في باكستان وخصوصاً في المناطق الغربية والتمرّد في أفغانستان».
وقرر قادة الأطلسي «تشكيل بعثة تأهيل من الحلف في أفغانستان في إطار قوة المساعدة على إحلال الأمن، تكون مهمتها الإشراف على تأهيل كوادر الجيش والشرطة الأفغانية». كذلك قرر الحلف زيادة حجم المساعدات المقررة للجيش الأفغاني بما يزيد على 100 مليون دولار.
من جهته، أعلن البيت الأبيض أن أعضاء الحلف أبدوا استعدادهم لنشر خمسة آلاف جندي إضافي في أفغانستان، بينهم 3000 جندي سينتشرون في فترة الانتخابات التشريعية والرئاسية المقررة في 20 آب، بينما أكّد عدد من المسؤولين الأوروبيين، الذين حضروا القمة، أن الأوروبيين اقترحوا إرسال 3500 جندي إضافي.
وفي ما يتعلق بروسيا، أعرب قادة الحلف عن قلقهم من أن «روسيا تعمل منذ 12 كانون الأول 2007 على تعليق التزاماتها القانونية من طرف واحد في ما يتعلق بمعاهدة تحديد القوات التقليدية في أوروبا». ورأوا أن «الأعمال التي تقوم بها روسيا في جورجيا أثارت شكوكاً في مسألة تمسك روسيا بالمبادئ الأساسية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا».
لكن في المقابل، أكّد إعلان ستراسبورغ أنه «رغم الخلافات القائمة بيننا وبينها حالياً، تحظى روسيا بالنسبة لنا أهمية خاصة بوصفها بلداً شريكاً وجاراً»، وأن «للحلف وروسيا مصالح مشتركة في مجال الأمن مثل الاستقرار في أفغانستان ومراقبة الأسلحة ونزع الأسلحة والحد من نشر أسحلة الدمار الشامل وإدارة الأزمات ومكافحة الإرهاب والمخدرات والقرصنة». وشدّد على قيام «مزيد من التعاون بين روسيا والأطلسي في مجال الدفاع المضاد للصواريخ الذي يجب أن يتميّز خاصةً بأكبر قدر من الشفافية ومن إجراءات ثقة متبادلة تهدف الى الرد على أي قلق محتمل».
ورحب «إعلان ستراسبورغ» بعودة فرنسا إلى الحلف وانضمام ألبانيا وكرواتيا إليه، مؤكّداً أنه «مصمم على دعم إقامة مؤسسات أمنية متعددة الإثنيات في كوسوفو».
وخلال الجلسة الافتتاحية لليوم الثاني والأخير من قمة الأطلسي في ستراسبورغ، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، «لا يحق لنا الخسارة في أفغانستان»، مشيراً إلى أنه هناك «يحسم جزء من حرية العالم»، داعياً الى «أفغنة قوات الأمن في بلد ينتشر فيه نحو سبعين ألف جندي أجنبي معظمهم تحت قيادة حلف الأطلسي». كذلك عبّرت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركيل، التي استقبلت القادة الـ28 في بادن بادن، عن ارتياحها للاستراتيجية الجديدة التي أعدها الرئيس الأميركي باراك أوباما.
واختارت القمة رئيس الوزراء الدنماركي أندرس فوغ راسموسن (56 عاماً)، أميناً عاماً جديداً لحلف الأطلسي اعتباراً من آب المقبل، رغم تمنّي بولندا اختيار وزير خارجيتها رادوسلاف سيكورسكي للمنصب.
ولم تمرّ القمة الأطلسية من دون احتجاجات الشارع. وتوعّد أبرز قادة المنظمات السلمية المناهضة للأطلسي بعمليات عصيان في وسط ستراسبورغ. ووقعت اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة أدّت إلى وقوع إصابات بالعشرات من الجانبين، فضلاً عن اعتقال الشرطة الألمانية والفرنسية للمئات.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)