نيويورك ــ نزار عبودلا تزال ردود الفعل على عملية إطلاق الصاروخ من قبل كوريا الشمالية تتوالى، فيما فشل مجلس الأمن في التوصل إلى اتفاق على أي تحرك موحّد خلال اجتماعه أول من أمس. وأعلن سفير المكسيك لدى الأمم المتحدة، كلود هيلر، الذي يتولّى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، أن أعضاء المجلس «على استعداد للالتقاء مرة أخرى لعقد المزيد من المشاورات». وأضاف «إن أعضاء مجلس الأمن وافقوا على الاستمرار في المشاورات حيال الرد المناسب من المجلس استناداً إلى مسؤولياته وأخذاً في عين الاعتبار أهمية القضية».
أما اليابان، التي كانت تطمح إلى الخروج بقرار دولي موحد جديد يدين بيونغ يانغ بأشد العبارات ويشدد العقوبات عليها، فقال وزير خارجيتها هيروفومي ناكاسوني للصحافيين في طوكيو أمس، «نشعر بأن هناك رغبة في إصدار مجلس الأمن لقرار، لذا فسنظلّ نحاول في هذا الصدد»، مشيراً إلى إصرار بلاده على رأب الاختلافات مع الصين وروسيا بشأن رد مجلس الأمن الدولي على إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي.
وحثّ رئيس الوزراء الياباني تارو اسو مجلس الأمن على أخذ موقف حازم ضد كوريا الشمالية، وأكد أنه سيظل يعمل على التوصل إلى الحصول على دعم الصين وروسيا.
وفي السياق، أعلن المتحدث باسم الحكومة اليابانية تاكيو كاوامورا أن الحكومة ستجتمع الجمعة لبحث عقوبات جديدة على كوريا الشمالية بعد إطلاق صاروخها. وقال للصحافيين إن «مضمون العقوبات الجديدة سيتقرر خلال جلسة الحكومة في 10 نيسان».
في المقابل، اكتفت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس، بعد الجلسة، بتأكيد أن أعضاء المجلس «عبّروا عن مواقف قوية أثناء المشاورات ضد ما وصفتها بالخطوة الكورية الشمالية».
ورأت رايس، في حديث لقناة «سي بي أس» أمس، أن على مجلس الأمن أن يوجّه رسالة «واضحة وقوية» رداً على عملية الإطلاق، موضحةً «أن السؤال اليوم هو كيف يمكننا أن نجمع بين الضغط والجهود الدبلوماسية، لوضع كوريا الشمالية مجدداً على مسار محادثات بنّاءة داخل محادثات السداسية؟».
أما الصين، التي تعتبر المزوّد الرئيس لكوريا الشمالية بالطاقة والأغذية، فأعربت عن تفهّمها لمخاوف اليابان، لكنها دعت طوكيو «للرد بهدوء».
من جهتها، وافقت روسيا على العمل مع اليابان للتوصل إلى تسوية في مجلس الأمن، لكنها لن تدعم الموقف الياباني الذي اعتبر إطلاق الصاروخ انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن. هذا بالتزامن مع إعلان هيئة أركان الجيش الروسي أن كوريا الشمالية لم تضع قمراً اصطناعياً في المدار.
أما إيران، فقد أعلن الناطق باسم وزارة خارجيتها حسن قشقوي «لقد قلنا على الدوام إنه يمكن استخدام الفضاء لغايات سلمية عبر الالتزام بالقوانين الدولية». وتابع «كما أنه من حقّنا القيام (بإطلاق صاروخ) فإنه حق أيضاً للآخرين». وأعلن أن «مسألة برنامج صاروخ الجمهورية الإسلامية منفصلة ومستقلة عن مسألة البرنامج الكوري الشمالي».
بدوره، رأى المحلل في المجموعة الدولية للأزمات، مقرّها سيول، دانيل بينكستون، «أن الطريق لا تزال طويلة» قبل أن تتمكن بيونغ يانغ من أن تصيب الولايات المتحدة بصواريخها»، فيما يقول بعض المحللون إنه بعد التجربة أصبح لدى كوريا الشمالية ملف جديد تستطيع أن تقايض عليه، ما يقوّي موقفها التفاوضي.