قُتل 150 شخصاً على الأقل وأصيب أكثر من 1500 بجراح، فيما شُرد أكثر من 50 ألفاً أمس، نتيجة زلزال قوي ضرب منطقة أبروزي الجبلية (شمالي شرقي روما) وضواحيها وسط إيطاليا، في أسوأ هزة تضرب شبه الجزيرة الواقعة وسط أوروبا، منذ أكثر من 10 سنوات.وأعلن رئيس الوزراء الإيطالي، سيلفيو برلوسكوني، خلال مؤتمر صحافي في عاصمة أبروزي، لاكويلا، أنه سيلغي زيارته المقررة لروسيا. وقال: «الوضع يستلزم بقاء رئيس الحكومة في البلاد».
ونقلت وكالة «أنسا» الإيطالية عن برلوسكوني، الذي تفقد من طائرة مروحية الأضرار، قوله إن «حتى اللحظة هناك 4000 عامل إنقاذ يعملون على إخراج الناس من تحت الأنقاض». وأضاف أنه سيُنشأ مخيم في مدينة لاكويلا يضمّ 2000 خيمة، كل واحدة منها تستوعب بين 8 إلى 10 أشخاص، لإيواء الذين فقدوا منازلهم. كذلك حُجز نحو 4000 سرير في فنادق المنطقة للناجين.
من جهته، قال رئيس مجلس النواب الإيطالي، جيانفرانكو فيني، إن الزلزال الذي وقع بقوة 6.3 على سلم ريختر، «دمر فعلياً» بلدات بأكملها، وأصبح من الصعب الوصول إلى نحو 15 ألف مبنى.
وبحسب الدفاع المدني، فقد شُرد أكثر من 50 ألف شخص، فيما نقلت وكالة «آكي» عن عمدة المدينة، ماسيمو سيلانتي، قوله إن نحو 100 ألف شخص غادروا منازلهم.
وذكرت «آكي» أن بين 3000 و10000 منزل تحوّلت إلى ركام، فيما أعلنت مستشفى لاكويلا وجامعة المدينة أنهما لم تعودا قادرتين على استيعاب النازحين، معربتين عن تخوّفهما من تدهور الأوضاع فيهما.
وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، يوسي ليفي، أن إسرائيليَّين اثنين هما في عداد المفقودين في أعقاب الهزة الأرضية، وأن أحدهما من فلسطينيي الـ 48، وثمة خطر على حياته. وكانت عضو الكنيست العربية، حنين زعبي، قد توجهت بطلب عاجل إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية لتقديم المساعدة لنحو ثلاثين مواطناً فلسطينياً من إسرائيل يدرسون في الجامعات الإيطالية في منطقة الزلزال. وكانت آخر هزة أرضية ضربت البلاد في تشرين الأول عام 2002، وأدت إلى مقتل 30 شخصاً وجرح نحو ستين آخرين في قرية سان جوليانو دي بوليا (موليزي وسط شرق).
من جهة ثانية، أوضح روبرت لاكاسان من «معهد فيزياء الأرض» في باريس لوكالة «فرانس برس» أنّ «في هذه المنطقة الواقعة في وسط إيطاليا حتى كالابريا في الجنوب صدعاً زلزالية تسبب تفاوتاً في مستوى الأرض». وأضاف أن «ذلك يندرج في ما يعرف بنظام غرب المتوسط الذي يشهد تصدعات زلزالية، وكذلك الأمر بالنسبة إلى شمال أفريقيا وجبال الألب وإسبانيا وجنوب فرنسا».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)