رسائل الغزل السياسية المتبادلة بين طهران وواشنطن، لن تكون قادرة على إيجاد حلول للعقد الشائكة سياسياً وأيديولوجياً، كما لن تستطيع إزالة جدار عدم الثقة بين البلدين
طهران ــ محمد شمص
تؤكد طهران أن سياسات المسؤولين الأميركيّين «الشيطانية» وأعمالهم «الإجرامية»، هي التي تجعلها متمسكة بشعار «أميركا الشيطان الأكبر»، وتشدّد على بقاء هذا الشعار ما لم تغيّر الإدارة الأميركية سلوكها وموقفها من العالم.
ومن كازاخستان، التي غادرها أمس، برّر الرئيس محمود أحمدي نجاد، وصفه أميركا بـ«الشيطان الأكبر» بقوله إن المقصود بذلك هو «أعمال المسؤولين الأميركيين وجرائمهم»، مضيفاً رداً على سؤال عما إذا ما كان يصف الرئيس باراك أوباما بالشيطان «نحن لم نصف أحداً بأنه شيطان وإنما نرفض الأعمال الشيطانية والسلوك غير الإنساني والحروب وقتل الأبرياء من الناس ونصف هذه الأعمال بأنها شيطانية». ودعا الحكومة الأميركية للعودة الى حدودها الجغرافية وعدم التدخّل في شؤون الآخرين، وأن تبني علاقاتها مع باقي شعوب العالم على أساس المساواة والاحترام.
ومن جهته، استغرب عضو لجنة الأمن والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، محمد كرمي، سبب هذا «التفاؤل المفرط لدى البعض، في ظل ازدواجية واضحة في كلام الرئيس الأميركي»، مشيراً الى أن أوباما يدعو إلى الحوار مع إيران، لكنه بكل بساطة يمدّد العقوبات الاقتصادية ضدها، ويقرر زيادة عدد قوات الاحتلال الأميركية في أفغانستان والعراق.
ويعتقد المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، أن مجرد الجلوس مع الأميركيين على طاولة واحدة مكسب وإنجاز للأميركيين. لهذا وضع مجموعة شروط أهمها «وقف السياسات العدائية الأميركية تجاه إيران والمنطقة عبر خطوات عملية لا بالخطابات».
في هذا الوقت، نفى رئيس لجنة الأمن والسياسة الخارجية في البرلمان، علاء الدين بروجردي، تسلّم طهران أي رسالة من الجانب الأميركي. وقال إن الأميركيين يكذبون بشأن تسليمهم رسالة للوفد الإيراني خلال مؤتمر لاهاي الأخير.
من جهة ثانية، أعلن نائب الرئيس الإيراني، برويز داوودي، أن بلاده ستعلن أخباراً نووية سارّة للشعب الإيراني، وذلك في مهرجان اليوم الوطني للطاقة النوويّة، خلال كلمة يلقيها الرئيس نجاد يوم الخميس المقبل.
ويتوقّع مراقبون أن يكشف نجاد عن زيادة بلاده أجهزة الطرد المركزي ليزيد عددها على سبعة آلاف أو أكثر.