strong>أنهى الرئيس باراك أوباما نشاطاته الإسلامية في تركيا بحماسة، وبترداد الكلام نفسه: لنفتح صفحة جديدة مع العالم الإسلامي. لا حلّ من دون دولة فلسطينية. والأهم: إسرائيل غير مسؤولة عن كل مشاكل الشرق الأوسطاختتم الرئيس الأميركي باراك أوباما زيارته التي دامت يومين إلى تركيا، أمس، من دون أن يلقي كلمة كانت متوقعة أمام مؤتمر «تحالف الحضارات». واستعاض عن تلك المناسبة بلقاء أكثر من 100 طالب جامعي تركي، حرص على إنهاء حلقة الحوار معهم قبل حلول موعد صلاتهم، تطبيقاً لما يعتقد أنه «احترام» للعالم الإسلامي.
وقد سيطر هذا الشعار على كل ما فعله أوباما في تركيا؛ فمن كلمته «التاريخية» أمام البرلمان التركي، أول من أمس، إلى جولاته السياحية الدينية في اسطنبول، وصولاً إلى مضمون كلماته للطلاب الأتراك، كانت الأهمية التي علّقها الرئيس الأميركي لزيارته الإسلامية الأولى، ظاهرة وواضحة. وأكثر ما كان لافتاً هو أن الرجل فهم من أين تؤكل كتف المسلمين في نظرتهم إلى الغرب، وأميركا عموماً. فقد خصّص لفلسطين وإسرائيل والصراع العربي ـــــ الإسرائيلي عموماً جزءاً كبيراً من وقته. وإلى جانب ما أدلى به أمام البرلمان التركي عن تشبّث إدارته بإنشاء دولة فلسطينية، والعمل على تفعيل «اتفاقيات السلام»، حاول محاكاة مشاعر الأتراك والمسلمين حيال فلسطين، من دون أن يتجاوز الخطوط الحمر الأميركية، داعياً العالم الإسلامي إلى اعتماد مقاربة أكثر «توازناً» حيال الدولة العبرية لأنها «غير مسؤولة عن كل المشاكل في الشرق الأوسط».
وأعرب أوباما عن اعتقاده بأن السلام في الشرق الأوسط ممكن بشرط أن يقدّم كل من الإسرائيليين والفلسطينيين تنازلات لهذه الغاية. وجدّد تأييده لإقامة دولة فلسطينية حتى إنه ربط إمكان حلول سلام في الشرق الأوسط بوجود «دولتين تعيشان جنباً إلى جنب»، في ردّ جديد على أول مواقف حكومة بنيامين نتنياهو إزاء فكرة الدولتين.
ولم يفصح أوباما عن طبيعة هذه «التنازلات»، واكتفى بالقول «أدرك ما ينبغي أن تكون عليه هذه التنازلات وما ستكون عليه. الآن ما نحتاج إليه هو الإرادة السياسية والشجاعة من جانب القيادة».
وخاطب أوباما الطلاب الأتراك بالقول «الفرضية القائلة في العالم الاسلامي إن إسرائيل مسؤولة عن كل شيء تفتقر إلى التوازن لأن هناك وجهين في كل نزاع». لكنه استدرك كلامه بالتوضيح أنّ «هذا لا يعني أيضاً أن أحد الأطراف ارتكب خطأً وينبغي عدم إدانته».
وحاول أوباما إظهار نفسه كأنه على مسافة واحدة من طرفي النزاع، فوجّه كلامه إلى الإسرائيليين قائلاً «أقول الأمر نفسه لأصدقائي اليهود: عليكم أيضاً أن تأخذوا الرأي الفلسطيني في الاعتبار، وحاولوا أن تضعوا أنفسكم مكان الآخرين».
ولأن الهدف الرئيسي من زيارته التركية كان إعادة وصل ما انقطع بين العالمين العربي والإسلامي بسبب سياسات سلفه جورج بوش، كرر أوباما ما سبق أن قاله أول من أمس، ومفاده أنه «يمكننا بناء شراكة مع تركيا وكل العالم الإسلامي، في اتجاه فرص جديدة». وحثّ المسلمين في العالم على فتح الحوار الصريح مع الغرب، «لأن تبادلاً بسيطاً للآراء يمكنه إسقاط الجدران بيننا، وأريد أن أقول لكم إن العالم سيكون ما تصنعونه».
وكان أوباما قد استفاق على عناوين صحف تركية، أجمعت على التعظيم من شأن زيارته التركية على جميع الصعد، وخصوصاً في مجال تغيير صورة أميركا بالنسبة إلى المسلمين. ويحتمل أن يكون قد تشجّع بهذا الإطراء، فزار «المسجد الأزرق» التاريخي، قبل أن يعرّج على كنيسة ـــــ متحف آيا صوفيا برفقة رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان.
ورغم جدول أعماله الحافل، لم يرضَ أوباما أن يختتم زيارته قبل لقاء قادة دينيين من مسلمين ومسيحيين ويهود أتراك.
وبعدما رحّب وزير الخارجية السوري وليد المعلم، بخطابات أوباما، جاء دور وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الذي رأى أن تصريحاته عن فتح صفحة جديدة بين أميركا والعالم الإسلامي «خطوة أولى مهمة لتخفيف الاحتقان الذي شهدته علاقات أكثر من مليار مسلم بالولايات المتحدة والغرب خلال الأعوام السابقة». وأثنى على تمسك أوباما بحل الدولتين وتعهده بالعمل على إنشاء الدولة الفلسطينية والالتزام بقرارات الشرعية الدولية وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وإنشاء دولته المستقلة على الأراضي المحتلة منذ 1967 وعاصمتها القدس.
كذلك أعرب أبو الغيط عن توافق بلاده مع كلام الرئيس الأميركي عن الملف النووي في الشرق الأوسط، حاثّاً المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل للانضمام إلى معاهدة منع الانتشار النووي، تمهيداً لإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية.
إلى ذلك، أعلنت منظمة المؤتمر الإسلامي أن أوباما دعا الأمين العام للمنظمة إكمال الدين إحسان أوغلو لزيارة واشنطن من دون الكشف عن الموعد المحدد للزيارة.
وكشف البرلمان الكازاخستاني أنّ الرئيس الأميركي يعتزم زيارة كازاخستان في إطار جولة أوسع إلى آسيا الوسطى، ليكون أول رئيس أميركي يزور البلاد.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)


واشنطن تعترف بمخطّط الاغتيال ونقلت شبكة «سي أن أن» الإخبارية الأميركية عن المسؤولين في إدارة أوباما، قولهما إن الولايات المتحدة «تأخذ ببالغ الجد المخطط الذي أحبطته السلطات التركية، الأسبوع الماضي، والذي كان يقوم على أن يطعن رجل سوري الأصل أوباما أثناء مشاركته في قمة تحالف الحضارات» في اسطنبول.
غير أن المسؤولَين أشارا إلى أنه فيما يعدّ أوباما أكثر عرضة للتهديد من المألوف، لكونه أول رئيس أميركي أسود، إلا أن المخطط التركي لاغتياله «لم يستدع إدخال تغييرات على برنامج الرئيس في تركيا».
واكتفى جهاز الأمن السرّي المولج بحماية الرئيس الأميركي، بتعليق موجز على لسان المتحدث باسمه إيد دونوفان، الذي قال «نعمل عن كثب مع الدولة المضيفة عندما تكون هناك اعتقالات. وهذا ينطبق على الوضع الآن».
وكانت صحيفة «خبر تورك» التركية قد أوردت خبراً قبل يومين يفيد بأن أجهزة الأمن التركية ألقت القبض على مواطن سوري الأصل يحمل هوية صحافية صادرة عن فضائية «الجزيرة» القطرية، اعترف بالتخطيط لاغتيال أوباما.
وإثر ذلك، خضع الإعلاميون الدوليون والأميركيون الذين شاركوا في تغطية جولة أوباما الأوروبية لعمليات تفتيش دقيقة غير معتادة من قبل جهاز الأمن الخاص بالرئيس الأميركي، قبيل رحلتهم من براغ إلى أنقرة، تحسّباً من اندساس «مشتبهين» بينهم.
(يو بي آي)