اقتحام مكتب الرئيس والبرلمان والمعارضة تريد انتخابات جديدة
شهدت مولدافيا، أمس، احتجاجات عنيفة بعد يومين من انتخابات برلمانية، أسفرت عن فوز الحزب الشيوعي الحاكم بزعامة الرئيس فلاديمير فورونين، ما يتيح له الحصول على غالبية مطلقة في البرلمان.
وتجمع المحتجّون، الذين وصل عددهم إلى عشرة آلاف لليوم الثاني على التوالي، خارج مبنى الحكومة، واتجهوا عبر الشارع الرئيسي في العاصمة شيسيناو إلى مكتب الرئيس، وهم يلوّحون بالأعلام المولدافية والأوروبية، ورددوا شعارات مناهضة للشيوعيين. واقتحمت مجموعة منهم مكتب رئيس مولدافيا، الذي دافعت عنه قوات الأمن بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه. كما اقتحموا مبنى البرلمان من خلال النوافذ المحطمة، وألقوا كلّ ما وصلت إليه أيديهم من مقاعد وأجهزة كمبيوتر إلى الخارج، وأشعلوا النار فيها. وأدّت الاشتباكات بين المتظاهرين وعناصر الشرطة إلى جرح 30 شخصاً من الجانبين.
وفي أول تعليق رسمي على الاحتجاجات، قال رئيس وحدة النظام العام في وزارة الداخلية، بترو كوردونيانو، إن الوزارة «لن تسمح لقوى التدمير بزعزعة الوضع في مولدافيا». وناشد الآباء والمعلمين وقف أولادهم المشاركين في الاحتجاجات. من جهتها، طالبت أحزاب المعارضة في مولدافيا بإجراء انتخابات جديدة، بعدما اعتبرت أن الانتخابات مزوّرة. وتوجه سيرافيم أوريكيانو من حزب «مولدافيا لنا» المعارض، إلى الحشود بالقول «ندعو لإجراء انتخابات جديدة، وسنفوز بها».
وشككت المعارضة في النسبة المعلنة لأعداد الناخبين. ورأى عمدة شيسيناو، الذي يشغل أيضاً منصب نائب زعيم الحزب الليبرالي المعارض، دورين شيرتواكا، أن نسبة الإقبال على التصويت، التي بلغت 60 في المئة، غير دقيقة. وقال إنه يعتقد أن بعض الناخبين قد اقترعوا أكثر من مرة. وأضاف «الانتخابات كانت مزوّرة»، موضحاً أن أكثر من ستمئة ألف مولدافي يعملون في الخارج، ومعظمهم لم يصوّتوا. وقال «ووفقاً للأرقام المعلنة، هذا يعني أن نحو 80 في المئة من الناخبين المسجّلين أدلوا بأصواتهم في مولدافيا»، وهو ما وصفه بأنه «أمر غير وارد».
وفي أول رد فعل أوروبي على الأحداث في مولدافيا، أبدى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن المشترك في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، أمس «قلقه الكبير»، داعياً «كل الأطراف إلى عدم الانجرار إلى العنف».
كذلك أعربت روسيا عن قلقها من التطورات في مولدافيا. ونقلت وكالة «انترفاكس» عن نائب وزير الخارجية الروسي جريجوري كاراسين قوله «نتابع الموقف بقلق».
(أ ب، رويترز، أ ف ب)