Strong>نجاد يحذّر أوباما من «الخديعة» ويعلن «أنباء نوويّة سارّة» اليومرغم رسائل الغزل بين الولايات المتحدة الأميركيّة وإيران، التي تبدي رغبة العدوين اللدودين في الحوار والتقارب، لا تزال إشارات طهران، رغم ما تحمله من «إيجابية»، مشوبة بلغة الحذر. إذ تواصل الحكومة الإيرانية المحافظة التعبير عن خشيتها من مراوغة الأميركيين

طهران ــ محمد شمص
حذّر الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، من أي خديعة في دعوة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، للحوار مع طهران، فيما قررت الدول الست «5+1» دعوة إيران إلى اجتماع مباشر للبحث في برنامجها النووي. وفي مدينة أصفهان وسط إيران، قال نجاد مخاطباً الأميركيين، أمام آلاف الإيرانيّين: «قلتم إنكم تمدّون يد الصداقة لإيران وشعبها، ونحن نرحّب بكل يد تمتد باحترام وأدب، لكن إذا كانت اليد الأميركية الممدودة هي للصداقة في الظاهر فقط وتضمر أمراً آخر في الباطن، فإن إيران سترد على المتغطرسين الأميركيّين مثلما ردّت على (الرئيس السابق جورج) بوش من قبل».
ونصح نجاد الأميركيّين بتغيير سلوكهم وتعديل مواقفهم، قائلاً: «لا يحق لكم أن توجّهوا الأوامر إلى شعوب العالم، لكن لكم الحق في توجيه الأوامر والنواهي إلى شعبكم فحسب».
وجدّد الرئيس الإيراني، عشية اليوم الوطني للطاقة النووية المتوقع أن يُعلن في خلاله «أنباء سارة»، التأكيد أن «إيران لا تسعى إلى امتلاك قنبلة ذرية، لكن أولئك الذين صنعوا الأسلحة النووية هم المتخلّفون سياسياً».
وفي السياق، أعلن عضو الهيئة الرئاسية في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، محمد راد، أن اللجنة درست، موضوع «رغبة» الحكومة الأميركية في استئناف العلاقات مع إيران.
وقال راد إن اللجنة رأت أنه «في حال ثبوت حسن نية الإدارة الأميركية حيال إيران، وأعلنت واشنطن براءتها بخصوص التدخل في شؤون إيران الداخلية، وعبّرت عن أسفها حيال تحريضها النظام العراقي السابق على إيران الإسلامية، فعندها يمكن اتخاذ خطوات إيرانية في هذا المجال».
وفي موازاة ذلك، قال مساعد وزير النفط للشؤون الدولية، حسين نقره كار شيرازي، إن إيران على استعداد لإجراء مباحثات مع الشركات النفطية الأميركية»، بعد حصول تغيير حقيقي في تعاطي الولايات المتحدة مع بلاده.
وفي لندن (أ ف ب، رويترز، يو بي آي)، أعلنت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا)، إضافة إلى ألمانيا، أن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا سيدعو إيران إلى اجتماع مباشر مع مجموعة الست للبحث في برنامجها النووي.
وقالت «الدول الست»، في بيان، صدر بعد اجتماع عقدته على مستوى المديرين السياسيين لوزارات الخارجية: «سنطلب من خافيير سولانا دعوة الحكومة الإيرانية إلى لقاء ممثلين لمجموعة الست، وذلك لنجد معاً حلاً سياسياً لهذه القضية الحيوية».
وفي السياق، ذكرت صحيفة «الغارديان» أن إيران رفعت وتيرة محاولاتها السرية لشراء معدات نووية خلال الأشهر الستة الماضية من طريق استخدام شركات صينية واجهةً لذلك. وأشارت إلى أن شركة (أورليكون ليبولد فاكوم)، للصناعي الألماني المشهور رالف فيرتز، تنتج مضخات يمكن استخدامها في أجهزة الطرد المركزي الخاصة بتخصيب اليورانيوم. وقال فيرتز إن سلطات الحكومة الأوروبية «أُحيطت علماً بالأمر، وفي إحدى المرات من الحكومة الصينية بأن المضخات ذهبت إلى إيران».
في هذا الوقت، وجّه القضاء الفدرالي الأميركي، إلى رجل الأعمال الصيني، لي فانغ واي، ومؤسسته «ليمت إيكونوميك أند ترايد كومباني»، تهمة التآمر لإخفاء معاملات مصرفية في نيويورك، لبيع معدات عسكرية لإيران يمكن استخدامها لصنع صواريخ أو أسلحة نووية، خلافاً للقوانين الدولية.
على صعيد آخر، أعلن مساعد المدعي العام الإيراني، حسن حداد، لوكالة أنباء الطلاب، توجيه تهمة التجسس إلى الصحافية الأميركية من أصل إيراني، روكسانا صابري، الموقوفة في طهران منذ أواخر كانون الثاني.
وقال حداد إن «القضية نقلت إلى المحكمة الثورية. لم تكن تملك ترخيصاً صحافياً وكانت تقوم بأنشطة تجسس تحت غطاء الصحافة». وصابري (31 عاماً) تعمل في هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) وشبكة (إن. بي.أر) الإخبارية.
إلى ذلك، حذّر رئيس مجمّع تشخيص مصلحة النظام، أكبر هاشمي رفسنجاني، من خطر تصعيد حال التطرّف في بعض الدول الإسلامية. وقال «إن تصعيد حال التطرّف في بعض الدول الإسلامية، وخاصة المجاورة، خطر يهدّد وحدة العالم الإسلامي».
وأضاف رفسنجاني: «قررنا مع الملك (السعودي) عبد الله خلال زيارتي للمملكة العربية السعودية، تأسيس هيئة تضمّ علماء دين من مختلف المذاهب الإسلامية تعمل على تعزيز وتقوية أسس الوحدة في العالم الإسلامي، إلا أنه للأسف لم يتحقق ذلك حتى الآن».