Strong>نجاد يعلن تعديل «سلّة المقترحات»... ومتظاهرون يحرقون صور أوبامالطالما انتظر الإيرانيون «أخباراً سارة» اعتاد رئيسهم محمود أحمدي نجاد أن يعلنها مع مطلع كل سنة فارسية. لكن هذه المرة كان إعلان اكتمال المرحلة الأخيرة لدورة الوقود النووي متلازماً مع دعوات الحوار المنطلقة من واشنطن والغرب بشأن هذا الملف المثير للجدل

طهران ــ محمد شمص
افتتح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أمس، أول مصنع لإنتاج الوقود النووي (FMP)، في مدينة أصفهان وسط إيران، معلناً في مناسبة «اليوم الوطني للطاقة النووية» «أخباراً سارة» في المجال النووي.
وقال نجاد «اليوم يوم الإنجاز في المجال النووي ونحن نشاهد تطورين مهمّين في التكنولوجيا النووية. الإنجاز الأول يتمثّل بالقدرة على إكمال المرحلة الأخيرة لدورة الوقود النووي وتجهيز هذا الوقود للاستخدام في المفاعلات. والإنجاز الثاني هو النجاح في اختبار طرازين جديدين من أجهزة الطرد المركزي، لديهما قدرة أكبر بكثير من أجهزة الطرد الموجودة التي نستخدمها حالياً».
وقال نجاد إن الظروف العالمية قد تغيّرت، وبناءً عليه، فإن سلّة المقترحات الإيرانية التي قدمتها طهران السنة الماضية ستتغيّر، وإن إيران «ستضيف إليها بعض الاقتراحات والبنود الجديدة، لكي تكون مؤثرة ومثمرة». وأعرب عن استعداد بلاده لاستئناف المحادثات النووية مع الدول الغربية، قائلاً «الحوار من جانب واحد وغير المتكافئ والمشروط، في ظل التهديدات، لا يمكن أن يؤدي إلى أي نتيجة. أما إذا كان على أساس العدالة والمساواة والاحترام المتبادل، فإيران على استعداد للبدء بهذا الحوار».
وبشأن دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما للحوار مع إيران، قال نجاد «نحن نرحّب بالتغييرات الواقعية». لكنه تساءل عن «التغييرات التي جاء بها أوباما حتى الساعة؟ هل غيّر سياسات بلاده؟ وهل قام بخطوات كبرى للتغيّير؟». وأضاف أن زمن التغييرات الكبرى في العالم بدأ، ومن يحسب نفسه أنه أكبر وأقوى، أو الحاكم والمسيطر على هذا العالم، وأنه سيواصل سياسات (الرئيس السابق جورج) بوش لكن بخطاب وأدبيات جديدة ومختلفة، فليعلم أن مصيره سيكون كمصير بوش. ونحن ننصحهم، إذا أردتم التغيير، ينبغي أن يكون صادقاً وعلى أساس العدالة واحترام كامل حقوق الآخرين».
من جهته، أوضح رئيس الوكالة الذرية الإيرانية المهندس غلام رضا آغازاده أن المصنع النووي الذي تم افتتاحه أمس في أصفهان، هو الحلقة الأكثر أهمية وحساسية، والأخيرة لاكتمال دورة الوقود النووي في إيران. وأشار إلى أن المصنع ينتج سنوياً عشرة أطنان من الوقود النووي لمفاعل آراك (40 ميغاوات) الذي يعمل بالمياه الثقيلة، و30 طناً من اليورانيوم المخصّب بنسبة خمسة في المئة لمفاعلات بوشهر ودارخوين، التي تعمل بالمياه الخفيفة (360 ميغاوات).
وأضاف آغازاده أن إيران توصّلت إلى إنتاج أنواع جديدة من أجهزة الطرد المركزي (بي ـــــ3 وبي ـــــ4) قادرة على تخصيب اليورانيوم بنسبة خمسة إلى ستة في المئة، إضافة إلى تشغيل سبعة آلاف جهاز للطرد المركزي في ناتنز (وسط).
في هذه الأثناء، أحرق المئات من الطلاب الجامعيين، أمام مبنى السفارة الأميركية السابق في طهران، صور الرئيس أوباما، ووصف المتظاهرون شعارات التغيير الأميركية بأنها «مجرد خديعة». وردّد المتظاهرون شعارات الموت لأميركا والموت لأوباما.
من جهة ثانية (أ ف ب، رويترز)، رحّبت طهران بموقف الدول الست «5+1» المعنية بمناقشة الملف النووي الإيراني، التي دعت للحوار مع إيران. وقال مستشار الرئيس الإيراني علي أكبر جوانفكر «يجب درس هذا الاقتراح، لكنه اقتراح بنّاء وتغيير في الموقف. ستدرس جمهورية إيران الإسلامية هذا الاقتراح، وستعطي ردّها».
على صعيد آخر، وصف أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي العلاقات بين بلاده وسوريا بأنها تمثّل «أنموذجاً مناسباً للتعاون الإقليميوأشار جليلي، خلال استقباله وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في طهران أمس، إلى التطورات الإقليمية والعالمية، وقال «إن الطاقات والإمكانيات المشتركة لطهران ودمشق توفّر أرضية لأنموذج مناسب للتعاون الإقليمي». ورحب بـ«جهود سوريا الرامية لتعزيز المصالحة والتفاهم بين الدول العربية»، قائلاً «إن الحاجة اليوم أكثر ضرورة للمزيد من ترسيخ الوحدة والتضامن بين دول المنطقة».
ورأى جليلي أن تغيّر الظروف الدولية والإقليمية الحالية «يصبّ في مصلحة المقاومة والصمود»، وأن «السياسات العدوانية للكيان الصهيوني أدت إلى أن يقرّ حماة هذا الكيان أيضاً بألّا يربطوا مصالحهم ومصالح شعوبهم بمصالحه».
بدوره، أشار وزير الخارجية السوري «إلى عمق العلاقات الاستراتيجية» بين طهران ودمشق، داعياً «للمزيد من تعميق هذه العلاقات وتطويرها».
وسلم المعلم رسالة شفهية للرئيس نجاد من نظيره السوري بشار الأسد حول التطورات الإقليمية والدولية.