اختارت المعارضة الجورجية يوم 9 نيسان، ذكرى ضحاياها الذين سقطوا خلال تفريق تظاهرة على أيدي شرطة الاتحاد السوفياتي منذ 20 عاماً، لإطلاق تظاهرة ضخمة تطالب الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي بالاستقالة
تبليسي ـ الأخبار
كان وسط العاصمة الجورجية تبيليسي، أمس، مسرحاً لحشود ضخمة احتلت الشوارع، في تظاهرة ضمت نحو 100 ألف معارض جورجي تجمعوا أمام مبنى البرلمان، مطالبين باستقالة الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي.
وتوجه أحد زعماء المعارضة، المرشح السابق للرئاسة، ليفان غاتشيتشيلادزه، إلى المجتمعين، قائلاً «نحن كثيرون جداً وسنبلغ هدفنا»، فيما كان المتظاهرون يهتفون «استقالة» و«ميشا اذهب»، ملوحين بأعلام المعارضة. وتتهم المعارضة الرئيس الجورجي بممارسة حكم استبدادي لخنق إصلاحات ديموقراطية وعد بها بعد انتصار «ثورة الورود»، التي جاءت به عام 2003 إلى السلطة. وزادت انتقادات المعارضة لساكاشفيلي بعد مغامرته العسكرية العام الماضي لاستعادة السيطرة بالقوة على جمهورية أوسيتيا الجنوبية غير المعترف بها سوى من روسيا ونيكاراغوا. وترى المعارضة أن الأخطاء الكثيرة التي ارتكبها الرئيس خلال خمس سنوات، لا تسمح ببقائه في سدة السلطة حتى عام 2013، موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة. وليس صدفة أن المعارضة حددت يوم 9 نيسان للتظاهر، اليوم الذي قتل فيه 21 شخصاً منذ عشرين عاماً، عند تفريق قوات الأمن الداخلي السوفياتية تظاهرة ضخمة طالبت بانفصال جورجيا عن الاتحاد السوفياتي. ويشير هذا التزامن التاريخي بحسب مراقبين، إلى أن المعارضة أرادت حشد أكبر عدد من الناس وإعطاء التظاهرة بعداً تاريخياً. إلا أنها أكدت «الطابع السلمي لاحتجاجات المتظاهرين».
وقبيل انطلاق التظاهرة، أكدت المعارضة اعتقال «نحو ستين من ناشطيها من منازلهم ليلاً»، الأمر الذي نفته الشرطة الجورجية. وكان ساكاشفيلي قد وجه صباح أمس تحية إلى ضحايا التظاهرة، داعياً في هذه المناسبة إلى «الوحدة الوطنية»، قائلاً «مهما كانت خلافاتنا، فلدينا وطن واحد وعلينا أن نعمل معاً دفاعاً عن حرية البلد ووحدته».
أما وزير الداخلية الجورجي، فانو ميرابيشفيلي، فأعلن أن مهمة وزارته تتمثل في «منع اندلاع العنف وستقتصر على حماية المباني الحكومية تجنباً للمواجهة مع المحتجين». وشارك في التظاهرة 14 حزباً، منها: حزب «الحركة الديموقراطية ــــ جورجيا الموحدة»، بقيادة رئيسة البرلمان السابقة نينو بورجانادزه، وحزب «الحركة من أجل جورجيا الموحدة» بقيادة وزير الدفاع السابق إيراكلي أكرواشفيلي، وحزب «درب جورجيا» بقيادة وزيرة الخارجية السابقة صالومي زرابيشفيلي، وحزب «الحرية» بقياة ابن أول رئيس لجورجيا قسطنطين غامساخوردي.
روسياً، وبعد تأكيد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عقب حرب الأيام الخمسة في آب الماضي، أنه لن يمد يده لمصافحة ساكاشفيلي، أكد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أخيراً أن بلاده «لن تتعامل مع جورجيا ما دام ساكاشفيلي رئيساً لها».