بول الأشقرمع اقتراب موعد انعقاد قمّة الأميركيّات الخامسة في ترينيداد وتوباغو، وسّعت الإدارة الأميركيّة الجديدة التهم بحق لويس بوزادا كارييس، الملقب بـ «بن لادن أميركا اللاتينية»، والمطلوب من العدالة في كل من كراكاس وهافانا. خطوة عدّها المراقبون «بادرة حسن نية وخطوة معنوية على الطريق الصحيح» في محاولة لتحسين العلاقات بين الولايات المتحدة من جهة، وفنزويلا وكوبا من جهة ثانية.
قضيّة ليست بجديدة، بل تعود إلى ستينات القرن الماضي، حيث عمل كارييس (80 سنة)، الذي يشار إليه بأنه متطرف كوبي مجنّس فنزويلي، لمصلحة وكالة الاستخبارات المركزية بين عامي 1960 و1976. وهو متهم بتفجير طائرة مدنية كوبية عام 1976، ما أدى إلى مقتل 73 شخصاً. جرى اعتقاله في فنزويلا، وهرب من السجن ويعدّ فاراً من العدالة الدولية.
ويتهم كارييس أيضاً بتنظيم التفجيرات، التي حصلت في فنادق «لاهابانا» عام 1997. كما اعتقل في باناما عام 2000 مع 3 آخرين بتهمة تنظيم عملية اغتيال للزعيم الكوبي فيديل كاسترو، الذي كان يشارك في قمة دولية. وقد عفت عنهم رئيسة باناما ميرايا موزكوزو في آخر أيام ولايتها عام 2004.
وفي نيسان من عام 2005، تقدم كارييس بواسطة محام بطلب لجوء سياسي إلى الولايات المتحدة، التي كان قد دخلها بطريقة غير شرعية، في وقت طالبت فيه فنزويلا باسترجاعه. وقد رفضت واشنطن تسليمه «خشية نقله إلى كوبا»، لتعود وتعتقله في أيار عام 2005 على خلفية تزويره وثائق هجرة، ومن ثم برّئ وأُفرج عنه. بعد استئناف الحكم، ستعاد محاكمته في شهر آب المقبل.
غير أن جديد أمس ـــ ما وصفته صحيفة «غرانما» الكوبية بـ«المفاجأة السارة» ـــ هو توسيع التهم، واعتبار أن كارييس أعطى إفادات مزوّرة بخصوص التفجيرات التي حصلت في فنادق لاهابانا. قصة كارييس المعتبر «أشهر إرهابي في أميركا اللاتينية» محرجة للولايات المتحدة، التي نفت بدايةً عمله في صفوف وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إي»، قبل أن تثبت الوثائق الرسمية المحررة العكس. ورأت إدارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش دائماً أن التهم الموجهة إليه «ملفّقة»، ونفت أنه كان على أراضيها قبل أيام من اعتقاله، ما فجّر أزمة مع فنزويلا، التي هدّدت بتقديم شكوى أمام الأمم المتحدة ضد واشنطن لـ«إيوائها إرهابياً وحمايته»، فيما تُنظم دورياً في كوبا تظاهرات تطالب بتسليمه أو محاكمته.
من جهة أخرى، عرّج الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز على كوبا في نهاية جولته الآسيوية، واجتمع مع الشقيقين كاسترو لتنسيق المواقف قبل قمة مجموعة «ألبا»، التي ستعقد عشية قمة الأميركيّات.
وسبق أن أعلن الرئيسان تشافيز والبوليفي إيفو موراليس أنهما سيطلبان خلال قمة الأميركيات، حيث سليتقان للمرة الأولى الرئيس الأميركي باراك أوباما، رفع الحصار المفروض على كوبا منذ نحو نصف قرن، وعودتها إلى صفوف منظمة الدول الأميركية.
على صعيد آخر، أُقيل حكام 4 محافظات كوبية من المناطق الشرقية، وعُيّن بدائل لهم. ويطلق هذا القرار تغييرات في الإدارة اللّامركزية تضاف إلى الإصلاح الحكومي الذي جرى قبل شهر في الجزيرة، وقبيل انعقاد مؤتمر الحزب الشيوعي الكوبي خلال السنة الجارية.
في هذه الأثناء، وصل الأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطن، نايف حواتمة، إلى كوبا في زيارة رسمية بدعوة من الحزب الشيوعي على رأس وفد مرافق.