دخلت القوّات الأميركيّة في حرب مباشرة مع قراصنة الصومال بعدما تمكنت من تحرير القبطان المحتجز، ما استدعى توعّداً بالثأر، وسط تشكُّك روسي بجدوى المواجهةتشكّك رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفدرالية الروسي ميخائيل مارغيلوف، أمس، في أن تحول العملية التي نفذتها القوات الأميركية ضد القراصنة الصوماليين لتحرير أول أميركي تحتجزه عصابات القراصنة الصومالية، دون مواصلة خطف السفن. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» عن مارغيلوف قوله إن «استخدام القوة ضد القراصنة قد ينقل المواجهة معهم إلى مستوى جديد لا تحمد عقباه». ورأى أن مشكلة القرصنة في المنطقة تحتاج إلى حل شامل: التصدي لنشاطات القراصنة بالقوة، ومن جهة أخرى معالجة منابع القرصنة». ورأى أن «الفوضى السياسية والفقر العام في المنطقة، يمثّلان بالذات أساساً لما يجري، وبالقضاء عليهما فقط يمكن التعويل على ألّا يحل محل القراصنة الثلاثة القتلى، ثلاثون جدد».
وكانت قوات خاصة تابعة للبحرية الأميركية قد نجحت أول من أمس، في تحرير القبطان الأميركي، ريتشارد فيليبس، الذي احتجزه قراصنة صوماليون بعد محاولة للاستيلاء على سفينة الشحن «مايرسك ألاباما».
وقالت البحرية الأميركية إن حياة فيليبس كانت في خطر عندما أطلق قناصة على متن مدمرة أميركية النار على خاطفيه، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من القراصنة واعتقال رابع. ووفقاً لقائد القيادة المركزية البحرية الأميركية في البحرين، الأميرال وليام غورتني، فإن وزارة الدفاع (البنتاغون)، لجأت إلى استخدام القوة بعدما وافق الرئيس الأميركي، باراك أوباما.
واستتبع تحرير القبطان الأميركي ردود فعل متنوعة. ففي الولايات المتحدة، أعرب أوباما عن «سعادته البالغة» بنهاية هذه الأزمة، ودعا إلى بذل جهود لمنع أعمال القرصنة. كذلك رحبت وسائل الإعلام الأميركية بإنقاذ القبطان، وحثت على إنهاء عمليات القرصنة قرب القرن الأفريقي. أما في الصومال، فأشاد المتحدث باسم الحكومة الصومالية عبد القدير والايو بالعملية. وقال: «آمل أن تكون هذه العملية درساً لباقي القراصنة الذين يحتجزون رهائن في سفن يختطفونها».
بدورهم، توعد القراصنة الصوماليون بالانتقام لرفاقهم الذين قتلوا على يد قوات أميركية وفرنسية، أثناء عمليتي تحرير منفصلتين لرهينة أميركي ويخت فرنسي، خلال هذا الأسبوع. وقال زعيم هذه المجموعة من القراصنة، عبدي غاراد «إن هؤلاء الكاذبين الأميركيين قتلوا أصدقاءنا الذين كانوا قد وافقوا على إطلاق سراح الرهينة من دون فدية، لكني أقول لكم إن هذه القضية ستؤدي إلى تدابير ثأرية، وسنطارد مواطنين أميركيين يبحرون في مياهنا»، وأضاف: «... في المرة المقبلة التي نمسك فيها أميركياً، آمل أن لا يتوقعوا منا أي رحمة».
وهذا ما حذّر منه أيضاً منسق برنامج مساعدة البحارة في مومباسا، أندرو موانجورا، قائلاً: «هذا إيقاظ للقراصنة، ومن شأنه أن يزيد المخاطر. قد يصبحون الآن أكثر عنفاً مثل القراصنة قديماً». وفي سياقٍ متصل، طالب وزير الدفاع الفرنسي، هيرفيه موران، أول من أمس «جميع المواطنين الذين يفكرون في التوجه إلى المحيط الهندي بأن يتخلوا عن الفكرة». إلى ذلك، أفاد أمس مسؤولون صوماليون بأن القراصنة قاموا بعد الحادثة، بنقل زورق إيطالي مختطف يقل عشرة إيطاليين وخمسة رومانيين وكرواتياً، بالإضافة إلى سفينتين مصريتين تضم 24 شخصاً إلى مكان قريب من قرية صيد، قرب منطقة متنازع عليها في شمال الصومال.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)


أعلنت الشرطة الصومالية أمس أن متمردين أطلقوا قذائف هاون باتجاه عضو الكونغرس الأميركي دونالد بين (الصورة)، عندما كان على وشك مغادرة مقديشو، بعد زيارة نادرة للصومال تهدف إلى مناقشة سبل دعم الحكومة الصومالية في عدد من المجالات وفي مقدمها القرصنة.
(أ ف ب، رويترز)