أرنست خوريليس سرّاً أنّ وصول باراك أوباما إلى البيت الأبيض في واشنطن لم يكن ذاك الخبر السارّ بالنسبة إلى الفاتيكان. فتلك المدينة ـــــ الدولة الدينية لا تنظر بعين الرضى إلى الكثير من السياسات التي تبنّاها الرئيس الأميركي وفريقه منذ حملتهم الانتخابية. الإجهاض والانفتاح على مثليي الجنس، والاستنساخ وتمويل أبحاث الخلايا الجذعية... جميعها عناوين لا تعجب حكام الصرح الكاثوليكي.
ويبدو أنّ لعدم سرور الفاتيكان ترجمة عملية على واقع العلاقات الثنائية بين البلدين. فقد كثرت في الآونة الأخيرة التقارير الصحافية في الولايات المتحدة وإيطاليا وبريطانيا وفرنسا التي تؤكّد أنّ كارولين كينيدي، ابنة الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي، واجهت فيتو فاتيكانياً صريحاً حال دون تعيينها سفيرة أميركية لدى الفاتيكان. والسبب واضح، بما أنّ كينيدي الكاثوليكية تقدمية «زيادة عن اللزوم»، إذ إنها تؤيّد الإجهاض علناً. كلام ردّدته صحف «إل جورنالي» الإيطالية المحافظة، و«واشنطن تايمز» الأميركية و«دايلي تليغراف» البريطانية و«لو فيغارو» الفرنسية. جميعها أجمعت على أنّ رفض اعتماد كينيدي لدى الفاتيكان الأسبوع الماضي، هو الثالث من نوعه. فبحسب «إل جورنالي»، أبلغ الفاتيكان الإدارة في واشنطن بطريقة غير رسمية رفضه تسمية شخصين في المنصب قبل كينيدي: الأول لأنه مثلي جنسياً، والثاني لأنه مطلَّق.
انتشر الخبر في إعلام العالم كله تقريباً تحت عنوان أزمة في العلاقات الأميركية ـــــ الفاتيكانية، حتى اضطرّ المتحدث باسم الفاتيكان فريديريكو لومباردي إلى توضيح أنّ «أيّ اسم أميركي لم يُسلَّم إلينا من إدارة أوباما، بالتالي فليس دقيقاً القول إن الفاتيكان رفض هذه الترشيحات»، من دون أن ينسى التذكير بأنّ ثوابت الفاتيكان في قبول أو رفض اعتماد سفير أجنبي لديها، تبقى التدقيق بتفاصيل حياته الزوجية فقط، بحسب ما نقلت عنه «لو فيغارو» أمس.
وبالعودة إلى قضية كينيدي، التي رفضت في كانون الثاني الماضي الحلول مكان هيلاري كلينتون بصفة سيناتور عن نيويورك، فإنّ أنباء معتقداتها التي حالت دون تولّيها منصب سفير بلادها لدى دولة الكاثوليك أثارت متشددي المنظمات الكاثوليكية الأميركية. حتى إنّ «رابطة العمل الكاثوليكي في ماساشوستس» أصدرت بياناً جاء فيه أن كينيدي لم تلتزم يوماً بتعاليم الكنيسة، وبالتالي فإنّ ترشيحها لمنصب سفير هو إهانة لقداسة البابا».