تدفع سرعة ردّ كوريا الشمالية، على بيان مجلس الأمن، الذي وصل متأخراً نحو أسبوعين، إلى التساؤل عن جدواه وعن مدى إمكان تطبيقه، في ظل عدم قدرة المجلس على التوصل إلى قرار ملزم يحظى بإجماع أعضائهأعلنت كوريا الشمالية، أمس، أنها لم تعد ملتزمة بأي اتفاق دولي لنزع سلاحها النووي، وأنها ستعيد تشغيل محطتها التي تصنع البلوتونيوم من الدرجة اللازمة لصنع أسلحة، في رد واضح على قرار الإدانة الذي صدر عن مجلس الأمن، أول من أمس.
ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية عن وزارة الخارجية في كوريا الشمالية إعلانها أن المحادثات السداسية بشأن إنهاء برنامجها للأسلحة النووية «لا جدوى منها»، وأنها «لم تعد ملتزمة بأي اتفاقيات أبرمت خلال المحادثات السداسية». وذكرت الوزارة: «سندرس فعلياً بناء مفاعل نووي يعمل بالماء الخفيف، وإعادة الحياة للمنشآت النووية، وإعادة تدوير قضبان الوقود النووي المستخدم».
وكان مجلس الأمن قد أدان بالإجماع إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً طويل المدى منذ أسبوعين تقريباً باعتبار أنه يخرق حظراً فرضته الأمم المتحدة وطالب بتطبيق العقوبات المقررة على بيونغ يانغ. ودعا البيان كوريا الشمالية أيضاً إلى العودة إلى المحادثات السداسية (كوريا الشمالية والجنوبية والصين وروسيا واليابان والولايات المتحدة) المتعثرة، التي ترمي إلى إنهاء برنامجها النووي، مطالباً إياها بالامتناع عن إطلاق أي صواريخ أخرى.
ودعا بيان مجلس الأمن لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة بشأن كوريا، التي لم تجتمع منذ عامين، إلى «الاضطلاع بمهماتها في هذا الشأن» وتحديد «الكيانات والسلع» التي يتعين فرض العقوبات عليها. ويضيف أنه إذا فشلت اللجنة في القيام بذلك بحلول نهاية الشهر، فسوف يضع المجلس قائمته الخاصة.
ومن جهته، أوضح المندوب الصيني جانغ ييسوي، للصحافيين، أن البيان يدعو كل الدول «إلى التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 1718. إن هذه لحظة حساسة للغاية. المهم أن تحتفظ كل الأطراف المعنية بالهدوء وضبط النفس والعمل معاً، للحفاظ على السلام والاستقرار في شمال شرق آسيا».
وفي السياق، أعربت الصين، عقب إعلان كوريا الشمالية انسحابها من المحادثات السداسية بشأن برنامجها النووي، عن أملها «أن تهتم جميع الأطراف بالصورة الأكبر وتلتزم الهدوء وضبط النفس والحفاظ على التقدم الذي أحرز في المحادثات السداسية».
بدورها، أعلنت اليابان، على لسان نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية ياسوشيسا كاوامورا، أنها ستحث كوريا الشمالية على «قبول بيان الرئاسة الذي صدر عن مجلس الأمن». وأضاف: «سنعبّر على وجه الخصوص عن تأييدنا لفكرة استئناف المباحثات السداسية قريباً».
أما روسيا، فقد أعلن وزير خارجيتها سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي إثر مباحثاته مع نظيره البرتغالي لويش آمادو، أنه «لا حاجة إلى أي محفل دولي جديد لبحث القضايا التي ترتبط بالوضع في شبه الجزيرة الكورية». وأكد ضرورة مواصلة المفاوضات السداسية، مشيراً إلى أنه يتعين على كل الأطراف تنفيذ التزاماتها. وأكدت روسيا استعدادها لتقديم شتى أنواع الدعم لجعل شبه الجزيرة الكورية منطقة خالية من الأسلحة النووية.
وكان مسؤول في وزارة الخارجية الروسية قد أعرب في وقت سابق عن أسف بلاده لقرار كوريا الشمالية إعادة تشغيل برنامجها النووي، ودعا إلى استئناف المحادثات السداسية بشأن هذا البرنامج. ونقلت وكالة «نوفوستي» عن المسؤول الذي لم تذكر اسمه قوله: «لا يمكننا سوى أن نعرب عن أسفنا لقرار كوريا الشمالية ونحثها على عدم مقاطعة المحادثات السداسية حول برنامجها النووي».
(رويترز، يو بي آي)